الجماهير المغربية والجزائرية تتفاعل مع حملة "خاوة خاوة" لتشجيع "الأسود" والثعالب"

عادة ما تنجح الرياضة فيما فشلت السياسة فيه، لا سيما مد جسور التواصل بين الشعوب مهما بلغت مستويات التوتر السياسي بين العواصم... على الأقل هذا ما تسعى إليه جماهير منتخبي المغرب والجزائر عبر حملة مشتركة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلق عليها "خاوة خاوة"، لتشجيع منتخبي البلدين في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تجري حاليا في مصر.

ولقيت الحملة نجاحا كبيرا، حيث تمت مشاركتها من قبل صفحات كروية جزائرية ومغربية، تملك في رصيدها مئات الآلاف من المتابعين، وأشادت بها التعليقات التي تذيلها، معتبرة إياها رسالة إلى السياسيين لأجل حلحلة الأزمة القائمة بين البلدين منذ عشرات السنوات، ودعم الإخوة بين الشعبين.


وتبنت الفكرة مثلا، إحدى الصفحات الجزائرية التي يتابعها أكثر من 720 ألف شخص، وهي صفحة غير رسمية باسم "المنتخب الوطني الجزائري"، التي قالت إن "مناصري الخضر المتواجدين بالقاهرة اتفقوا مع مناصري المغرب لكي يساندون معا منتخبيهما...".

استحسن المدونون هذه المبادرة، وعبروا عن انخراطهم فيها دون تردد من خلال تدوينات، أكدوا فيها على الأواصر المتينة التي تربط بين الشعبين مهما بلغت الخلافات السياسية بين البلدين. وقال مدون مغربي في تعليق له محملا السياسيين وضع العلاقات بين البلدين: "المسؤولون هم الذين فرقوا بين شعبين تربطهم أواصر القرابة والتاريخ، يكفي أن تشاهد حجم الاهتمام والتعلق الذي يكنه المغاربة للمنتخب الجزائري، ستصابون بالدهشة !!!".

وفي تدوينة أخرى، كتب مواطن مغربي آخر معبرا عن اعتناقه للمبادرة: "فكرة جميلة جدا، أنا مغربي، المنتخب الوحيد الذي أشجعه غير بلدي المغرب هو منتخب الجزائر أشجعه كأنه بلدي، أتمنى أن تكون نهاية مغربية جزائرية بامتياز إن شاء الله".

كما عبّر مدون جزائري عن قوة العلاقة الموجودة بين الشعبين بالقول: "نتسابو بيناتنا، نتعايرو بيناتنا، بصح في وقت الشدة خاوة خاوة ما تفرقنا عداوة و #ديما_خاوة"، بمعنى أنه حتى لو نسب بعضنا البعض، ويصف كل منا الآخر بأقدح الأوصاف، لكن في وقت الشدة، نضع اليد في اليد.

أما مواطنه، وهو من منطقة الشلف، اعتبر في تدوينة أن الحملة "مبادرة طيبة"، قبل أن يضيف: "في الحقيقة هذا ليس بغريب عن الشعبيين الشقيقين... بالتوفيق... نتمنى أن نرى المنتخبين الجزائري والمغربي في النهائي يا رب".

 

 

ويتوخى مطلقو الحملة توفير الدعم للمنتخبين المغربي والجزائري من خلال حضورهما لمباريات أسود الأطلس وثعالب الصحراء على السواء، وتأكيد "روح الأخوة والتضامن بين شعبي البلدين في أرض "الفراعنة‘"، وفق ما جاء في تفسير أحد المواقع المغربية للمبادرة.

ويتزايد نجاح هذه الحملة يوما بعد يوم في العالم الافتراضي، لكن تحقيق هذا النجاح على أرض الواقع يبدو صعبا إلى حد ما، على الأقل في الوقت الراهن، لأن المنتخبين يلعبان في ملعبين متباعدين عن بعضهما البعض، وفي توقيت متقارب، ما لا يسمح للجماهير المغربية والجزائرية حضور مقابلات الفريقين في الوقت الراهن، كما يشرح لنا ذلك موفد فرانس24 إلى القاهرة علاوة مزياني.

ورغم الخلافات السياسية بين البلدين، تبقى الرياضة حتى اليوم القاسم المشترك الذي يوحدهما، إذ حصل سابقا تقارب حول ملف استضافة نهائيات مونديال 2016 بينهما، حيث عبرت الجزائر عن مساندتها لملف ترشح المملكة. كما تم تعيين نجم المنتخب الجزائري السابق لخضر بلومي سفيرا لدعم الملف المغربي.

وحقق المنتخب الجزائري في مقابلته الأولى من المجموعة الثالثة أول انتصار له ضد كينيا بهدفين مقابل هدف واحد. أما نظيره المغربي، فأحرز بدوره أول فوز له على ناميبيا بهدف مقابل لا شيء ضمن منافسات المجموعة الرابعة. وهو انتصار مهم بالنسبة للفريقين، سيقوي من حظوظهما في تجاوز عقبة دور المجموعات، والوصول معا إلى النهائي، كما يأمل ذلك أنصار المنتخبين.