لماذا غاب الصوت المغربي عن مهرجان قرطاج؟

في الوقت الذي تستعد فيه تونس لانطلاق الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، أحد أعرق المحطات الموسيقية في العالم العربي، يتصاعد جدل واسع حول غياب الأصوات المغربية عن هذه النسخة، في مشهد يبدو متناقضا مع الحضور المكثف للفنانين التونسيين على منصات المهرجانات الكبرى بالمغرب، وعلى رأسها مهرجان "موازين"، الذي أسدل ستاره مؤخرا بمشاركة أسماء تونسية معروفة.

رغم أن فنانين مغاربة مثل سعد لمجرد، حاتم عمور، وآخرين، كانوا قد بصموا في السابق على مشاركات ناجحة ضمن فعاليات قرطاج، إلا أن هذه الدورة تشهد غيابا كاملا لأي صوت مغربي، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول أسباب هذا الإقصاء، ومدى انسجامه مع روح التبادل الثقافي المغاربي الذي ظل على مدى عقود أحد ركائز التواصل الفني في المنطقة.

في المقابل، يتزين برنامج هذه النسخة بأسماء عربية لامعة، كناصيف زيتون، نانسي عجرم، نجوى كرم، أحلام، والفنان الفلسطيني الأمريكي سانت ليفانت، الذي يُرتقب أن يقدم عرضا موسيقيا يمزج بين الأنماط الشبابية الحديثة والتوجهات العالمية. هذا التنوع في البرمجة لم يشمل للأسف الأغنية المغربية، رغم ما تعرفه من انتشار واسع عربيا، وتصدرها الدائم لقوائم المنصات الرقمية.

مفارقة أخرى تزيد من حساسية هذا الغياب، وهي أن الساحة المغربية باتت وجهة مفضلة للعديد من الفنانين التونسيين، الذين يحيون حفلات كبرى أمام جمهور مغربي يستقبلهم بحفاوة، كما حدث في الدورة العشرين من "موازين"، التي استقبلت أسماء تونسية مؤثرة مثل صابر الرباعي والرابور نوردو. غياب مبدأ المعاملة بالمثل في هذا السياق يطرح علامات استفهام حول خلفيات برمجة مهرجان قرطاج، ومدى حرص منظميه على احترام التعدد الثقافي المغاربي.