المغرب يدخل نادي الرواد في سباق التصنيع الأخضر بإفريقيا
في خطوة تعكس التحول الاستراتيجي الذي تشهده القارة السمراء في مجال التصنيع المستدام، صنّف موقع "ذا أفريكان إكسونينت" المملكة المغربية ضمن أفضل عشر دول إفريقية تقود ثورة التصنيع الأخضر خلال عام 2025، وذلك بفضل سياساتها المبتكرة، واستثماراتها الطموحة في الطاقة النظيفة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر.
وحلّ المغرب في المرتبة العاشرة في التصنيف الذي شمل دولاً "تعيد تعريف التقدم الصناعي في القرن الحادي والعشرين" من خلال الاعتماد على الابتكار والبيئة، وهو ما يبرز تطور المملكة في مجال الطاقات المتجددة، خصوصاً من خلال توسعها في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب إدماج الهيدروجين الأخضر في البنية الصناعية. التقرير أشار إلى أن المغرب يشكل نموذجاً صاعداً في هذا الاتجاه، ويعد مجمع نور ورزازات أحد المشاريع الرائدة التي تجسد هذا التحول، باعتباره منصة لجذب الاستثمارات الخارجية ودعم التصنيع المحلي المستدام.
وشمل التصنيف أيضاً دولتين من شمال إفريقيا، هما تونس التي تصدرت اللائحة بفضل مزيج من السياسات الخضراء المتكاملة، تشمل الطاقة الشمسية والفولاذ الأخضر ومصانع مكونات السيارات الكهربائية، فضلاً عن إعادة تدوير المياه وكهربة قطاع الخدمات. ويعود هذا النجاح إلى حوافز حكومية قوية وتعاون وثيق مع دول أوروبية لنقل التكنولوجيا.
أما مصر، فاحتلت المرتبة السادسة، بفضل مشروعاتها المتنوعة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وإعادة تدوير مياه الصرف الصناعي، بالإضافة إلى إنشاء مصانع أسمنت صديقة للبيئة. كما تتقدم مصر بخطى ثابتة في مشاريع الهيدروجين الأخضر، مدعومة بموقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة.
وضم التصنيف دولاً أخرى مثل موريشيوس (المرتبة الثانية)، وناميبيا (الثالثة)، وكينيا، وجنوب إفريقيا، إضافة إلى إثيوبيا، وغانا، وزامبيا، مما يعكس دينامية إفريقية متزايدة نحو التصنيع البيئي.
ويُبرز التقرير أن القارة الإفريقية تتجه نحو تحقيق معدلات نمو صناعي قد تصل إلى 20% سنوياً، لترتفع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي من 13% إلى 32% بحلول نهاية 2025. كما يُتوقع أن يؤدي التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية إلى تغيير جذري في خريطة الاقتصاد الصناعي الإفريقي.
ويرى التقرير أن إفريقيا لم تعد تكتفي بلعب دور المتلقي للتكنولوجيا، بل أصبحت تُشكل فاعلاً أساسياً في السباق العالمي نحو الاستدامة، حيث تتبنى حكوماتها وشركاتها سياسات إنتاج نظيف وتقنيات صناعية تراعي البيئة، مما يجعل من التحول الأخضر في إفريقيا واقعاً ملموساً لا مجرد طموح نظري.
ويسير المغرب بثبات في هذا الاتجاه، معززاً مكانته كأحد أبرز رواد التصنيع الأخضر في القارة، مستفيداً من موقعه الجيوسياسي، ورؤيته الاستراتيجية التي تجمع بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، في إطار دينامية جماعية تسعى لتحويل إفريقيا إلى مركز عالمي للتنمية المستدامة.