في جلسة عمومية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، وجّه محمد والزين، النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، مداخلة لاذعة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، انتقد فيها بشدة تدهور المنظومة الصحية، مستعينًا بتعبيرات صادمة يتداولها شباب مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال والزين، في بداية مداخلته، إنه صادف صدفة على تطبيق "تيك توك" مقطعًا غنائيًا صاخبًا يعكس نظرة قاتمة لشباب اليوم تجاه وضع الصحة في البلاد، حيث تقول كلمات الأغنية: "بلادي بلاد الراميد.. اللي فيها كلشي مريض.. لا سبيطار لا طبيب.. تبغي غير إبرة حكّ الجيب".
وأضاف أن ما يهمّ ليس الاتفاق أو الاختلاف مع هذه النظرة، بل كيف يراها الشباب أنفسهم، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذا الجيل فقد الثقة في قدرة الدولة على توفير علاج لائق، والدليل ـ حسب تعبيره ـ هو أن "عددًا كبيرًا من المسؤولين يختارون العلاج خارج المغرب، لأنهم فشلوا في ضمان العلاج داخله".
وفي معرض حديثه، نقل والزين اتهامًا صريحًا يتردد بين فئات واسعة من الشباب، بأن باب المستشفى العمومي أصبح حكرًا على "الفقير والمعوز وطالب المعاش"، داعيًا رئيس الحكومة إلى تقديم إجابة مقنعة لهؤلاء الشباب، لا سيما بشأن عدد من الوعود الحكومية التي لم تتحقق، من بينها بطاقة "رعاية" التي قيل إنها ستضمن ولوجًا مجانيًا إلى الصيدليات، والطبيب لكل أسرة، والدعم المباشر للمولود الأول والثاني، ومدخول "الكرامة" لفائدة كبار السن.
وخلص البرلماني الحركي إلى أن الاعتراف بعدم الوفاء بهذه الالتزامات بات ضرورة، معتبرا أن "الاعتذار من شيم الكبار"، مضيفًا أن الشباب اليوم باتوا يعتقدون أن "الفقر والهشاشة صناعة بشرية، ونتاج سياسات عمومية عقيمة، وليست قدرا محتوما".
وأكد والزين في ختام مداخلته أن "الحلم المشترك لجميع المغاربة هو التمتع بحق الصحة كحق دستوري"، داعيًا إلى مصارحة المواطنين بمآل الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها في البرنامج الحكومي.