خلف التصريح المثير للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حول رفض الدول الفاعلة على المستوى الدولي خاصة في غرب أوروبا وأمريكا، بشكل مطلق قيام دولة، أو كيان سياسي بين موريتانيا والمغرب، تساؤلات كثيرة حول خلفية كلامه واختياره هذا التوقيت بالضبط.
ويرى المحلل السياسي محمد بودن أن الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز أكد ما قاله المبعوث الشخصي للأمين العام السابق "اسمه غير مسموع" الذي قال إنه لا يمكن إقامة دولة سادسة في المنطقة المغاربية.
وأردف بودن، في تصريح ل"بلبريس" أن :" ما قاله محمد ولد عبد العزيز يتماشى مع التقدير الأوروبي والأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي والتي تعتبره هذه الأطراف الدولية مبادرة واقعية ومستدامة وقابلة للتطبيق وهذا يعني بأن المنطقة المغاربية لا تحتمل إقامة دولة أخرى أو أي سيناريو متعلق بالاستقلال أو الانفصال".
وأضاف المحلل السياسي إلى أن ما قاله ولد عبد العزيز بمثابة موقف، يعني لم يقل موقفه ولكن ما قاله يزيد من مستوى الضغط على الطرح الانفصالي وعلى الأطروحات التي تقدمها الجزائر بمعني نقل الرغبة الأمريكية والأوروبية بالملموس، وأعتقد بأن البوليساريو والجزائر يعرفان هذا الأمر كذلك، لكنهما يحاولان دائما تجاوزه أو غض الطرف عنه في محاولة لإطالة أمد النزاع أو إطالة الخلاف الإقليمي.
وأبرز رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية أن "ما قاله محمد ولد عبد العزيز جاء متأخرا حيث جاء في آخر ولايته، وأعتقد أنه كان بالأحرى قوله في السابق، لأن الرئيس الموريتاني في عدد من المرات لم يظهر المرونة الكافية في تعاطيه مع هذا الملف ونستحضر في هذا الإطار سنة 2014 حينما كان رئيسا للاتحاد الإفريقي كانت هناك يعني خطوات قامت بها مؤسسة الاتحاد الإفريقي لم تكن في مصلحة المغرب ،وأكثر من هذا ولد عبد العزيز يستقبل ممثلي جبهة البوليساريو وكأنهم ممثلي دولة وأعتقد أن هذا أيضا مادام ولد عبد العزيز يعرف أن أروبا وأمريكا لا يريدان إقامة دولة أخرى في المنطقة أعتقد أنه كان بالأحرى عدم الخروج عن إطار الحياد الذي يضل يطبع الموقف الموريتاني منذ سنوات.
ومن جهة أخرى نعلم أنه قد تكون هذه رسالة فيها طمأنة أو رسالة في مغازلة للمغرب، و محمد بن عبد العزيز له ارتباطات في المغرب ارتباطات أبنائه وزوجته، وبالتالي أعتقد أنه يرسل رسالة طمأنة للمغرب والمؤكد انه نقل الحقيقة المعروفة ونقل ما يفكر فيه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن ملف للصحراء حيث أن محمد ولد عبد العزيز لم يضف لهذه الحقيقة كثيرا، يضيف بودن.
ولفت المحلل السياسي إلى أن الجزائر كانت تمارس ضغوطات كبيرة على محمد ولد عبد العزيز وأعتقد بأن ولد عبد العزيز أصبحت له ارتباطات أخرى خاصة مع الدول الخليجية يعني ارتباطات أقوى من الجزائر خاصة وأن الجزائر أصبحت تعرف تفككا في مربع السلطة وأيضا انشغال داخلي يعني الجزائر كانت تمارس الرقابة على الموقف الموريتاني ولكن الأمر تغير الآن.