مراسلون بلا حدود: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخطر على سلامة الصحافيين في العالم

كشفت منظمة مراسلون بلا حدود إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأخطر على سلامة الصحافيين، أثناء ممارستهم مهنتهم في العالم.

وأكدت منظمة “مراسلون بلا حدود”، في تقريرها السنوي لعام 2020، الذي يقيّم حالة الصحافة في 180 بلداً، أن موجة الضغوط القضائية ضد الصحافيين تتواصل في المغرب، الذي يحتل المركز 133 عالمياً في حرية الصحافة، مشيرة إلى المتابعات القضائية انهالت على الصحافيين من جديد، حيث أصدرت أحكاما مشددة في بعض الحالات، بالإضافة إلى المحاكمات، التي استمرت لسنوات ضد العديد من الفاعلين الإعلاميين،  منهم توفيق بوعشرين، هاجر الريسوني، حميد المهداوي، وربيع الأبلق، لافتة إلى أنهم “لايزالون يقبعون في السجن”.

وأوضح المصدر ذاته أن إلغاء وزارة الاتصال، وتشكيل مجلس الصحافة لم يساعد على خلق بيئة عمل أخف وطأة بالنسبة إلى الصحافيين، ووسائل الإعلام على حد سواء، في المغرب، مضيفة “بينما نقف على أبواب عقد حاسم بالنسبة للصحافة، جاءت أزمة كورونا لتزيد الطين بلةإد حيث شكل اعتقال مراسلها في الجزائر مؤخراً مثالاً صارخاً لاستغلال سلطات بعض البلدان وباء “كوفيد-19” لتصفية حساباتها مع الصحافة المستقلة.

وأكدت المنظمة أن الصحافيين مقبلون على عقد حاسم بالنسبة إلى الصحافة، عقد مرتبط بأزمات موازية تؤثر على مستقبل الصحافة”، مشيرة إلى أن“فيروس كورونا مثال صارخ على العوامل السلبية، التي تقوض الحق في الوصول إلى معلومات موثوقة، بل إنه عامل لا يزيد الوضع إلا سوءاً”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن جائحة فيروس كورونا أبرزت الأزمات المتعددة، التي تهدد الحق في الوصول إلى معلومات نابعة من مصادر حرة، ومستقلة، ومتعددة، وموثوقة.

وأبرزت المنظمة أن الأزمة الصحية تضاف إلى أزمات أخرى لها تأثير في مستقبل وسائل الإعلام، موضحة أنها تتعلق بأزمة ذات طبيعة جيوسياسية “عدائية النماذج الاستبدادية”، أو تكنولوجية “انعدام الضمانات الديمقراطية”، أو أزمة ديمقراطية “الاستقطاب، وتنامي السياسات القمعية”، أو بأزمة ثقة “التشكيك في مصداقية وسائل الإعلام، بل والشعور بالكراهية تجاهها في بعض الحالات” أو بأزمة اقتصادية “استنفاذ الجودة الصحفية”.

ونبهت “مراسلون بلا حدود” إلى أن الأزمة الصحية الحالية تعتبر “فرصة للحكومات الاستبدادية لتطبيق المبدأ الشهير المعروف باسم ’نظرية الصدمة‘ والمتمثل في استغلال تحييد الحياة السياسية، وحالة الهلع بين الناس، وضعف التعبئة الشعبية لفرض تدابير من المستحيل اعتمادها في سائر الأوقات”.

واقترحت على من أسمتهم أصحاب “النوايا الحسنة أياً كانوا” حشد الهمم حتى يتمكن الصحافيون من ممارسة هذه الوظيفة الأساسية لكونهم أطرافاً موثوقين داخل المجتمعات، وهو الدور، الذي “يفترض مسبقًا أن تكون لديهم القدرة على الاضطلاع به”، حتى لا يكون هذا العقد الحاسم عقداً كارثياً.