تضيق 47 وحدة استشفائية عبأتها وزارة الصحة للتكفل بمرضى كورونا المستجد، بالحالات الجديدة، إذ أربكت الإصابات المكتشفة في البؤر الصناعية والتجارية ووسط العائلات، الحسابات والأرقام السابقة.
ويفرض الارتفاع اليومي في عدد الإصابات المؤكدة على وزارة الصحة، تعبئة وحدات استشفائية إضافية في عدد من المدن والأقاليم، للتكفل بالمرضى، سواء في الوضعيات الحالية، أو الحالات الحرجة التي تتطلب تلقي العلاجات في غرف الإنعاش، علما أن المغرب يوجد في وضعية مريحة بالنسبة إلى هذا المستوى الأخير، إذ لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية 14 في المائة، من حوالي 1214 سريرا. وحسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن بالنسبة إلى البنيات التحتية المخصصة لمرضى كورونا المستجد، أعدت وزارة الصحة 47 وحدة استشفائية توفر ما مجموعه 1826 سريرا في مرحلة أولى، قابلة للتمديد حسب درجة تفشي الوباء بكل جهة من الجهات.
وتعول الوزارة، في هذا الإطار على تدخل مؤسسات أخرى (مستشفيات ميدانية تابعة للقوات المسلحة وبعض الجماعات الترابية والمصحات الخاصة)، لمواجهة الخصاص الذي سيظهر في الأيام المقبلة، سيما في ظل الهجوم الجديد للبؤر الوبائية في ثلاث جهات على الأقل، وهي البيضاء-سطات، ومراكش-آسفي، وطنجة-تطوان-الحسيمة.
وعبأت الحكومة، إلى حدود الأسبوعين الماضيين، 1.214 سريرا خاص بالإنعاش بالمستشفيات العمومية (من ضمنها 371 سريرا بالمراكز الاستشفائية الجامعية)، يوجد 800 سرير منها في مستوى الجاهزية لاستقبال المرضى، كما قام أرباب المصحات بتعبئة 504 أسرة إضافيا للإنعاش بكل أطقمها وتجهيزاتها الطبية.
ويلحق المرضى، الذين أكدت التحليلات المخبرية إصابتهم بفيروس كورونا، بهذه الوحدات الاستشفائية، حيث يخضعون إلى استكمال حصص العلاج بالدواء التي تتواصل لمدة لا تقل عن 10 أيام، تتخللها عدد من الفحوصات ورفع القياسات لتقدير تجاوب المريض مع بروتوكول العلاج، أو نقله إلى مستوى أعلى من العناية الطبية (الإنعاش) في حالة العكس.
بالموازاة، هيأت الحكومة فضاءات جديدة مجهزة لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس، تتمثل في إحداث وتجهيز مستشفيين عسكريين ميدانيين: الأول بابن سليمان مكون من قسمين، الأول تصل طاقته الاستيعابية إلى حوالي 260 سريرا، والثاني بالنواصر بسعة 200 سرير، كما تعول الوزارة على إدماج المستشفى الميداني بمكتب المعارض بالبيضاء الذي انتهت الأشغال منه على مساحة 20.000 متر مربع، ما سيسمح له باحتضان حوالي 700 سرير.
وإضافة إلى الوحدات الاستشفائية، عبأ قطاع الفنادق والوحدات السياحية ومراكز الاصطياف عددا من الغرف والأسرة لاستقبال الحالات المشكوك فيها، أو وضع مخالطين تحت التتبع الصحي، في حال وجود موانع لا تسمح ببقائهم في المنازل.
وتغطي الفنادق والمراكز السياحية المعبأة بهذا الغرض 38 مدينة لا يقل عددها عن 177 وحدة بطاقة استيعابية تزيد عن 7.600 سرير للإيواء المجاني للحالات المشتبهة فيها، في إطار الحجر الصحي، وكذا بعض المهنيين الصحيين والأمنيين، في إطار التدابير الحمائية لهم ولأسرهم، وذلك طيلة الحجر الصحي.