في تحرك يشكل اختبارا لاستمرار التعبئة بعد قرارات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة، تجمع آلاف الجزائريين وسط العاصمة للمشاركة في مظاهرات جديدة دعت إليها العديد من القوى رفضا لما يعتبرونه "تمديدا بالأمر الواقع" للعهدة الرابعة للرئيس.
ونظمت مظاهرات اليوم الجمعة للأسبوع الرابع على التوالي، لكنها الأولى التي تلت قرار بوتفيلقة بعدم الترشح لولاية خامسة وإرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل القادم، حيث تجمع الجزائريون للتظاهر بكثافة مقارنة مع السابق، للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 20 سنة.
وكشفت فرانس بريس بأن الآلاف من المتظاهرين تجمعوا في ساحة البريد المركزي بالهعاصمة الجزائر، ثم تزايد عددهم شيئا فشئيا قبل ساعتين من موعد المظاهرة المنتظر كما في كل جمعة منذ 22 فبراير، لكن هذه الجمعة الأولى منذ إعلان بوتفليقة تأجيل الانتخابات وانسحابه من الترشح وتمديد ولايته التي يفترض أن تنهي في 28 أبريل.
فيما كشفت رويترز في قصاصة مقتضبة، نقلا عن شهود عيان بأن عشرات الآلاف من المحتجين تجمعوا في وسط العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة، في أكبر احتجاجات منذ بدأت الاضطرابات الشهر الماضي.
ومنذ العاشرة صباحا، بدأ مئات المتظاهرين، بينهم نساء وأطفال في التجمع بأماكن عديدة من المدينة، حاملين الأعلام الجزائرية وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام ولبوتفليقة، من دون أن تتدخل الشرطة لتفريقهم.
وقال بعضهم إنهم جاؤوا من مدن أخرى مثل تيزي وزو على بعد 100 كلم شرق الجزائر، وقضوا الليلة في العاصمة عند عائلاتهم وأصدقائهم، خشية عدم تمكنهم من الوصول بسبب توقف وسائل النقل عن العمل أو الحواجز الأمنية التي تمنع مرور السيارات.
والتحق سكان الأحياء المجاورة بالتجمع الذي ازداد تضخما، وأخرجوا الأعلام من الشرفات والنوافذ، بينما بدأت السيارات بإطلاق الأبواق مساندة للمتظاهرين، حيث تكثفت الدعوات الخميس للنزول إلى الشارع بعد مؤتمر صحافي عقده كل من بدوي ولعمامرة وقال فيه رئيس الحكومة المكلف "سيتم الإعلان عن طاقم الحكومة في بداية الأسبوع المقبل، وستكون تكنوقراطية وممثلة لكل الكفاءات والطاقات، خاصة الشبابية منها".