محمد الشنتوف*
مما لا شك فيه أن عدسات كاميرات القنوات الإعلامية الرياضة العالمية، وأقلام الصحفيين الرياضيين، ومعدات المشجعين في كل بقاع العالم، وصفحات الجرائد الورقية منها والالكترونية، وترددات القنوات في المقاهي الشعبية، لن تجدهم يشغلون قبل أيام وبعد أزيد من شهر من الآن بموضوع غير ما استجد وما سيستجد في مونديال روسيا 2018.
ولإرضاء عشاق المستديرة نقترح عليكم زوارنا الكرام فقرة " زوم على المونديال" التي سنقدم لكم فيها ما جد وما سيستجد بمونديال روسيا على "جريدة بلبريس الالكترونية"، من خلال البحث والتقصي وتقديم لب ما يدور في هذا العرس الكروي العالمي.
في هذا العدد اخترنا أن نقدم لكم أبرز الغائبين عن مونديال روسيا، لأن منطق كرة القدم ليس عادلا بما يكفي لينصف من أبدعوا وأمتعوا في المستطيل الأخضر لسنوات طويلة، وشاءت الأقدار أن يبعدوا لأسباب عديدة، منهم من أبعد بسبب اختيارات المدربين، ومنهم من أبعد بسبب الإصابة، ومنهم من أبعد بسبب عدم تأهل منتخباتهم للمونديال، ومن بين هذه الفئة الأخيرة اخترنا لكم أبرز خمس غائبين عن كرنفال الكرة بروسيا 2018.
بوفون – إيطاليا
عندما نقول أن إيطاليا ستغيب عن المونديال، فهذا وحده يشكل صدمة لعشاق المستديرة، وعندما يكون الحارس الأسطوري جيجي بوفون ضمن تشكيلة المنتخب الإيطالي المحروم من المشاركة فالحزن هنا حزنين، بوفون الذي يعتبر أكثر الحراس مشاركة مع المنتخب الإيطالي برصيد 175 مباراة دولية، والذي لا يختلف اثنان على أنه من أعظم الحراس عبر التاريخ.
ولد العملاق الإيطالي في 28 يناير 1978، انطلقت مسيرته الكروية مع نادي بارما في سنة 1995، الذي بصم فيه على بداية جد موفقة تمكن خلالها من فرض تميزه في مركز حراسة المرمى وحصد معهم لقب كأس إيطاليا ولقب الدوري الأوروبي ولقب كأس السوبر الإيطالي، لينتقل بعد ذلك إلى نادي اليوفينتوس في 2001، الذي حصد معه لقبين في أول موسمين له.
وإضافة إلى تألقه في حراسة المرمى عرف بوفائه وإخلاصه، فبعد فضيحة الدوري الإنجليزي في 2006 التي كلفت نادي يوفيتوس الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية وانتزاع اللقب منه، لم يرحل بوفون عن النادي وتمكن معه من الفوز بلقب الدرجة الثانية في سنة 2007، تلتها سلسلة من الخيبات ابتعد اليوفي في خضمها عن منصة التتويج استمر بوفون في الدفاع عن ألوان السيدة العجوز، وساهم في عودتها القوية وفوز اليوفي ب 6 ألقاب متتالية بداية من 2011 إلى 2017.
عالميا تمت المناداة عليه لخمس بطولات في كأس عالم متتالية، يتعلق الأمر بمونديال 1998 و2002 و 2006 و 2010و 2014، لم يشارك في أي مباراة في نسخة 1998، بينما كان حارسا أساسيا في نسخة 2006 التي فاز بها المنتخب الإيطالي باللقب، وشارك مع منتخبه في أربع نسخ من بطولة أمم أوروبا.
على المستوى الشخصي فاز بمجموعة من الجوائز الفردية، أبرزها تحطيمه للرقم القياسي في فوزه بجائزة أحسن حارس في الدوري الإيطالي عشر مرات متتالية، وهو الحارس الوحيد الفائز بجائزة أحسن لاعب في أوروبيا في 2003، وأفضل حارس في العالم في نفس السنة، كما كان وصيف الفائز بالكرة الذهبية سنة 2006، إضافة إلى سلسلة من الجزائر الفردية الأخرى التي لا تعد ولا تحصى.
ألكسيس شونسيز – الشيلي
غياب أليكسيس سانشيز لا يقل قيمة عن غياب بوفون، فقاد جاور كبار أوروبا أبرزها نادي برشلونة، ونادي أرسنال، ونادي مانشستر يونايتد، وتألق مع منتخبه في مناسبات عدة أبرزها نهائي كوبا أمريكا ضد الأرجنتين في 2015 الذي رفع فيها اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخ الشيلي، ورفع لقب البطولة للمرة الثانية تواليا ضد نفس المنافس و بركلات الترجيح أيضا في 2016، احتفالا بمئوية بطولة كوبا أمريكا.
ولد في 19 دجنبر 1988، وانطلقت مسيرته الكروية سنة 2005 من بوابة نادي كوبريلوا الذي لعب له موسم واحد وفاز معه بلقب الدوري الشيلي في 2006، ثم انتقل إلى الأرجنتين ليلعب في صفوف كولو كولو، قبل أن ينتقل إلى فريق ليفر بليت الذي فاز معه بلقب الدوري الأرجنتيني في 2008، ليعود إلى أودينيزي الذي لعب له 4 سنوات، فرض خلالها نفسه وتمكن من إقناع إدارة برشلونة الذي حقق معه ست ألقاب كأول لاعب شيلي يلعب لصالح الفريق الكاتلوني في 2011، لينتقل بعد ذلك إلى ناجدي أرسنال الإنجليزي في 2014 الذي حقق معه جائزة أحسن لاعب لثلاث مواسم متتالية وبطولتين للفريق، وبعد أربع سنوات انتقل إلى مانشستر يونايتد في مطلع شهر يناير من السنة الحالية.
أريين روبن – هولاندا
يلقب اللاعب الهولندي أرين روبن بالجناح الطائر، نظرا لامتيازه بالسرعة وإمكانية المراوغة والاختراق، إضافة إلى قوته التهديفية، ولد في 23 يناير 1984، وانطلقت مسيرته الكروية غرونينغن الهولندي في سنة 2000، وفي 2002 انتقل إلى نادي إندهوفن الهولندي محققا لقبي الدوري الهولندي وكأس السوبر، الذي انتقل منه إلى الدوري الإنجليزي من بوابة شيلسي في سنة 2004 الذي حقق معه خمس ألقاب، ليشد الرحال إلى نادي ريال مدريد في 2007 الذي حقق معه لقبي الدوري الاسباني وكأس السوبر، ومن مدريد انتقل إلى ألمانيا كمهاجم في صفوف بايرن مبيونخ الذي حقق معه 18 لقب لحدود اللحظة.
وكان الاعب روبن قد قرر الاعتزال دوليا بعد الفشل في تأهيل منتخب هولندا لنهائيات مونديال روسيا 2018، بعدما كانت الفريق الهولندي وصيف في دورة 2010، وصاحب الرتبة الثالثة في آخر نسخة للبرازيل في المونديال.
وعلى المستوى الفردي حقق روبن عددا من الجزائز العالمية، من أهما حصوله على المركز الرابع في جائزة الكرة الذهبية لسنة 2014، وأحسن لاعب في ألمانيا في سنة 2010، إضافة إلى حصوله على الكرة البرنزية في مونديال 2014.
كاريت بيل – الويلز
إذا كان آرين روبن قد لقب بالجناج الطائر، فالويلزي كاريت بيل لقب بالقطار السريع، لتميزه بسرعة خارقة في الهجوم وامكانية التسديد من بعيد، تسديدات غالبا ما تكون على المقاس، حيث سبق له أن سجل أهدافا خرافية، آخرها ضربة مقص في مرمى ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا بكارديف.
ولد في 16 يوليو 1989، ساعدته بنيته الجسمانية وتجربته في رياضة الركبي والهوكي قبل أن يستقر في كرة القدم على التميز بقوة بدنية عالية ومهارات في المراوغة والتسديد من مسافة بعيدة، تمرس في أكاديمية ساوثهامبتون متدرجا من كل الفئات العمرية للفريق، وصولا إلى الفريق الأول الذي لعب له أول مباراة رسمية في 2006 عن سن لم يتجاوز الستة عشر كأصغر لاعب في تلك الحقبة، و في 2007 انتقل إلى نادي توتنهام الإنجليزي الذي حقق معه لقب الدوري لموسم وحيد، معرجا بعد ذلك على فريق ريال مدريد مند 2003 إلى يومنا هذا، محققا ما مجموعه 13 لقب أبرزها أربع ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
دوليا شارك مع المنتخب لأول مرة سنة 2006، كأصغر لاعب يمثل المنتخب في تصفيات بطولة أمم أوروبا أمام منتخب سلوفاكيا وفي نفس المباراة سجل أولى أهدافه ليكتب اسمه في تاريخ أصغر لاعب يسجل هدفا مع منتخبه في التاريخ.
أرتوروا فيدال – الشيلي
نختتم هذه الرحلة مع أبرز النجوم الغائبين عن المونديال القادم باللاعب الشيلي أرتورو فيدال لاعب خط وسط نادي بايرن ميونخ الألماني، الذي يعتبر من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، ولد في 22 ماي 1987، بدأ مسيرته الكروية على نهج زميله ألكسيس شونسيز في نادي كولوا كولو الذي يعتبر من أعرق النوادي في الشيلي.
بعد بدايته المتميزة انتقل بعد ذلك إلى نادي بايرن ليفركوزن الذي حمل قميصه لأربع مواسم، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس في 2011، الذي فاز معه بالدوري لأربع مواسم متتالية و وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين فاز مع منتخب بلاده بلقب كوبا أمريكا لمسومين متتالين، وكان ضمن التشكيلة الرسمية التي خاضت منافسات كأس العالم 2010، لعب خلالها احدى عشر مباراة و سجل هدفا وحيدا.
*صحفي متدرب