للجمعة السادسة...الجزائريون يطالبون برحيل بوتفليقة والنظام

للجمعة السادسة على التوالي، يستعد الجزائريون لتنظيم المظاهرات الاحتجاجية المطالِبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث يرتقب أن يحتشد المحتجون بأغلب المدن الكبرى بالإضافة إلى ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر.

وعلى الرغم من مرور 48 ساعة، عن مطالبة رئيس الأركان أحمد قايد صالح بإعلان شغور منصب الرئاسة، لم يجتمع المجلس الدستوري بعد للبت في هذا الأمر، حيث بدأت الحلقة تضيق أكثر فأكثر على الرئيس بوتفليقة مع تصاعد نداءات حلفائه له بالاستقالة، في حين رفض قادة الحراك الشعبي الخطة الانتقالية للجيش، وطالبوا بإزاحة النخبة الحاكمة بشكل كامل.

وتتوجه أعين الجزائر يين وباقي المتتبعين، صوب المجلس الدستوري الذي تخول إليه مهمة إعلان عجز الرئيس وفقا للمادة 102 من الدستور، حيث تسود حالة من الضبابية والغموض ودعوات بمواصلة التظاهر في البلاد، بعد تأخر المجلس الدستوري في الانعقاد وحل الموضوع.

وفي الوقت الذي رفض فيه قادة حركة الاحتجاجات التي تنظم مظاهرات سلمية منذ خمسة أسابيع الخطة الانتقالية للجيش، وطالبوا بإزاحة النخبة الحاكمة بشكل كامل، نزل المئات من المحتجين مرة أخرى إلى شوارع وسط العاصمة الجزائرية للمطالبة باستقالة بوتفليقة، حيث احتشد مئات الجزائريين مجددا، ولم تقتصر انتقاداتهم على بوتفليقة وحده، وإنما طالت أيضا النظام السياسي الذي تركز طيلة عقود على قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا، والتي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962، وعلى ضباط الجيش ورجال الأعمال.

وكشفت فرانس بريس عن استمرار التظاهر ضد النظام في ساحة البريد المركزي، ملتقى كل المحتجين، حيث تجمع مئات المهندسين والمحضرين القضائيين، وردد بعضهم الشعار الذي تبناه الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي "بوتفليقة رايح رايح خذ معاك قايد صالح". وكان رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قد دعا الثلاثاء الماضي إلى تفعيل إجراء دستوري لتنحية بوتفليقة من السلطة، وسرعان ما انضم إليه المسؤولون الذين لطالما تحمسوا لبقاء رئيس الدولة في الحكم.