إنشقاقات بالجملة والتحاق بركب الحراك...بوتفليقة يغرق

إستقال ألفا عضو من حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق، أحمد أويحيى، المشارك في الائتلاف الحاكم بالجزائر دعما للحراك الشعبي، في مؤشر جديد على تعرض معسكر الرئيس الجزائري لشرخ أمام المظاهرات غير المسبوقة.

وقال الأعضاء المستقيلون -في بيان- حسب ما ورد بالجزيرة، إنهم متضامنون مع صوت الشعب الجزائري، وإن هذه الاستقالة نتيجة طبيعية بعد المستجدات الأخيرة على الساحة السياسية، حيث كان الحزب ذاته تبرأ من التصريحات التي أدلى بها الناطق باسمه صديق شهاب لتلفزيون "البلاد"، والتي أثارت ضجة واسعة.

وحسب ذات البيان، قال المستقيلون إن "النقاش والأسلوب المستفز والموجه" أدى بصديق شهاب للانفعال، والابتعاد عن المواقف المعروفة للحزب، حيث كان شهاب قد صرح بأن ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة وهو في وضعه الصحي الحالي بمثابة فقدان للبصيرة.

وأضحى العديد من رموز النظام في عهد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، يعلنون قطع العلاقة معه والإلتحاق بالمحتجين الدين يستعدون لتنظيم مسيرات حاشدة يوم غد الجمعة، لمطالبة بوتفليقة بالتنحي عن السلطة ورفض المبادرات الجديدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإطلاق برنامج إصلاحات سياسية واقتصادية.

وفي السياق ذاته، ووفقا لمصادر متعددة لوكالة الأناضول، فإن الحزبين الأكبر البلاد يعيشان خلال الأيام الأخيرة ضغطا داخليا كبيرا من الكوادر والمناضلين على القيادة لتعديل موقفهما من الحراك، تجلى ذلك في استقالات وعرائض تطالب بتغيير القيادة أيضا.

ويعيش الاتحاد العام للعمال الجزائريين (أكبر نقابة في البلاد) نزيفا داخليا، حيث لا تتوقف بيانات انشقاق في صفوفه من قبل فروع محلية، احتجاجا على تواصل دعمه لبوتفليقة.
وفضلا عن ذلك، يعيش منتدى رؤساء المؤسسات (أكبر تنظيم لرجال الأعمال) الذي يقوده علي حداد -المقرب من الرئاسة- على وقع استقالات متتالية، اضطرت رئيسه إلى تحديد نهاية مارس الجاري موعدا لعقد اجتماع مجلسه التنفيذي للنظر في الوضع، وسط توقعات بتقديم استقالته.

من جهتهم، أعلن عشرات شيوخ الطرق الصوفية -التي كانت أهم وعاء ديني رافق بوتفليقة منذ وصوله الحكم عام 1999- دعمهم للحراك، وطالبوا بحلول دستورية بعيدا عن الفوضى، وكذا حفظ كرامة رئيس الجمهورية في تلميح إلى نهاية حكمه.