العد العكسي بالجزائر!.. مسؤولون ورجال أعمال يسارعون لتصفية أملاكهم

يبدو أن الحراك الشبابي في الجزائر، قد حشر رؤوس النظام في الزاوية الضيقة، وبدأ العد العكسي للرحيل، حسب ما تتداول وسائل الإعلام الدولية والجزائرية.

وعرض الوزير الأول المستقيل، أحمد أويحيى، "فيلته" المتواجدة بأعالي حيدرة قرب مقر حزب “الأفالان” للبيع، حسب صحيفة “الخبر الجزائرية”، مضيفة أن رجال الأعمال والمال المحسوبون على النظام، سارعوا في الأيام الأخيرة، إلى عرض ممتلكاتهم العقارية للبيع، بعد أن “تعذر عليهم التصرف في ممتلكاتهم العينية، من شركات وأصول منقولة تخضع لإجراءات إدارية معقدة ومطولة”.

وأكدت مصادر موثوقة لـ”الخبر”، أن الوزير الأول السابق، المستقيل بعد اندلاع الحراك الشعبي، يكون من المبادرين إلى بيع عقاراته في الجزائر بعد أن عرض "فيلته" المتموقعة في حي راق، بحيدرة للبيع بسعر سيكون أضعاف أضعاف ما دفعه للخزينة العمومية، عندما تنازلت له مديرية أملاك الدولة عن هذه الفيلا بسعر رمزي، وهو ما اعترف به أحمد أويحيى شخصيا في ندوة صحفية نشطها سنة 2004، في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية التي كللت آنذاك بتمديد العهدة الثانية لعبد العزيز بوتفليقة.

وتضيف الصحيفة ذاتها، أن سعر "فيلا" أويحيى الفخمة المعروضة للبيع لا يقل عن “50 مليار سنتيم جزائري”، بحكم موقعها الاستراتيجي بأعالي العاصمة قريبا من مقر “الأفالان”، حيث كانت هذه الأخيرة مقرا لسفارة يوغوسلافيا سابقا.

وتأتي هذه التحركات لتؤكد مخاوف مسؤولين في السلطة ورجال الأعمال والمال من ارتدادات الحراك الشعبي المطالب برحيل النظام ورجالاته جميعا، لاسيما بعد رفض الشعب لتمديد العهدة الرابعة للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، وتعيين وزير الداخلية السابق في حكومة أحمد أويحيى، نور الدين بدوي، كوزير أول سيشرف على المرحلة الانتقالية المقبلة، تقول “الخبر”.

وفي السياق ذاته، وعلى إثر ما تشهده الجزائر من حراك شعبي، دعت كتلة جزائرية جديدة تدعى “التنسيقية الوطنية من أجل التغيير”، يترأسها قادة سياسيون وشخصيات معارضة وناشطون، عبد العزيز بوتفليقة إلى التنحي، في نهاية ولايته في 28 أبريل، وحثت الجيش الجزائري على عدم التدخل في السياسة.

وتتعامل السلطات الجزائرية دوما مع معارضة ضعيفة، لكن الاحتجاجات المتزايدة أفرزت بعض الخصوم الجدد من ذوي النفوذ.

ووصلت المظاهرات الرافضة لترشح بوتفليقة، والمطالبة بالتغيير إلى أوجها يوم الجمعة الماضي بنزول عشرات الآلاف إلى شوارع الجزائر العاصمة.