الوضع في فنزويلا.. أطراف نزاع الصحراء وعين الترقب

تعيش فنزويلا في حالة من الفوضى والترقب، بعد المظاهرات الحاشدة والمؤيدة، وأخرى معارضة للرئيس الحالي نيكولاس مادورو خلف السابق هوغو تشافيز، وذلك بعد إعلان زعيم المعارضة خوان غويدو، تنصيب نفسه رئيسًا انتقاليًا للبلاد.

على وقع هذه الخطى، تقول عدة مصادر إعلامية، أن المملكة المغربية، وباقي الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، يتابعون بشغف ما ستنتجه هذه التطورات، باعتبار فنزويلا، أكبر الداعمين، وإحدى القلاع اللاتينية لجبهة “البوليساريو”.
وتعتبر المصادر، أن سقوط مادورو “سيخدم مصلحة المغرب في هذا النزاع الذي طال أمده”، كما سينهي “مسلسل “التحرش” الذي تمارسه فنزويلا ضد مصالح المغرب داخل ردهات الأمم المتحدة”، وكذلك “سياسة الدعم المتبعة من طرف هذا البلد البعيد جغرافيًا عن المغرب”.
في ذات السياق، أكد عبدالفتاح الفاتحي، الأكاديمي والباحث المغربي في قضايا الساحل والصحراء في تصريح له نقلته صحيفة “إرم نيوز”، أن المملكة المغربية “تراقب الوضع في فنزويلا بحذر شديد، وقد تُعلن تأييدها للعملية الانتقالية في فنزويلا على غرار مجموعة من الدول، مبينًا أن هذا البلد كلّف المغرب على مر التاريخ متاعب لا تحصى في ملف الصحراء”.
وشدد الفاتحي على أن “التغيير الذي قد يحصل على مستوى الرئاسة في فنزويلا، سيكون في صالح المغرب، خاصة أن جميع القوى في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، اتجهت نحو دعم الرئيس الجديد خوان غويدو”.
ويعتقد الباحث المهتم بقضايا الساحل والصحراء، في حدثه مع الصحيفة، أن “الموقف المغربي المرتقب تجاه ما يحصل في فنزويلا سيكون محكومًا بمبادئ دبلوماسيته الجديدة، والتي تقوم على مبدأ تنويع تحالفات وشركاء المملكة”، ولذلك فإن المغرب قد “لا يضحي بصداقاته مع بعض الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي والتي تملك الحل لملف نزاع الصحراء كروسيا، أحد حلفاء الرئيس الحالي مادورو”.
ويرى أن المغرب من مصلحته أن “يسارع إلى تسجيل تأييده للقيادة الجديدة في فنزويلا للحصول على تأييد شعبي ديمقراطي في نزاع الصحراء”، القضية الأولى التي تشغل بال المملكة، وبالتالي “تحييد موقف جد سلبي من قضية الوحدة الترابية في منطقة تعد قلعة بارزة لدعم الانفصال جنوب المغرب”.