في مشهد يتكرر مع كل استحقاق انتخابي، عادت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة إلى مدينة سلا من خلال لقاء “جيل 2030″، بعد غياب طال أمده عن هموم المدينة ومطالب ساكنتها.
وما يثير السخرية هو أن هذه الزيارة جاءت في توقيت مريب، يتزامن مع اقتراب الانتخابات، بينما طوال السنوات الماضية لم تكن هذه القيادات موجودة إلا على الورق.
رشيد العبدي، الذي يفترض أنه ممثل المدينة في مجلس النواب بعد انتخابه برلمانيا بدائرة سلا المدينة، وأيضا ممثلها على مستوى الجهة، بات اسمه مرتبطًا أكثر بالرباط، حيث يبدو أن اهتمامه منصبٌّ هناك، بينما سلا تعاني من الإهمال في المشاريع والخدمات.
أما النائب البرلماني عماد الدين الريفي، رئيس جمعية تدبير المقابر في وقت سابق، فلم يُسمع له صوت يذكر في الدفاع عن قضايا المدينة، ولم يقدم أي إنجاز ملموس لساكنتها، رغم أن منصبه يفرض عليه ذلك، من خلال بطانة ولا أيضا حظه الجيد في البرلمان الذي صعد ثانيا في لائحة العبدي لوجود التنافي بين رئاسة الجهة وعضوية البرلمان وفقا للقانون التنظيمي 27 11.
فساكنة سلا لم تعد تُخفي استياءها من هذا النوع من الزيارات الموسمية، التي لا تحمل أي جدوى سوى محاولة جمع الأصوات، فالشباب العاطل، والأحياء التي تفتقر إلى البنية التحتية، والمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطنون، كلها أمور يبدو أنها لا تدخل في أولويات هؤلاء السياسيين إلا عندما يحين موعد الاقتراع.
المتتبعون للشأن المحلي في سلا يتساءلون: أين كانت هذه الاهتمامات المفاجئة عندما احتاجت المدينة إلى صوت قوي في البرلمان أو في المجالس الجهوية؟ أين كانت المبادرات الحقيقية عندما خرج الشباب في احتجاجات يطالبون بالتشغيل والكرامة؟ يبدو أن الأجوبة واضحة: لقد غابوا لأن الانتخابات كانت بعيدة، وعادوا لأنها اقتربت، من خلال مبادرة “جيل 2030” الشبابية التي يديرها على مستوى المدينة رجل ظله في الجهة والحزب و”صاحب نيشان سابقا”، وصاحب “البلاغات غير الموقعة”.
هذه الممارسات لم تعد تخدع أحدًا، فالساكنة أدركت أن بعض السياسيين لا يهتمون بها إلا عندما يحتاجون إلى أصواتها، ويتسابقون للجلوس في المقاهي الشعبية ببطانة وأنهم جزء من هموم الساكنة، والرسالة اليوم واضحة: لن تكون سلا مجرد محطة انتخابية يُؤتى إليها في المواسم، ولن ينجح من ظل غائبًا عن معاناتها في استعادة ثقتها بمجرد خطابات مؤقتة وحملات انتخابية فارغة، لا تسمن ولا تغني من جوع.