كانت دور السينما في مدن الشمال المغربي تكتظ بالزوار خلال الأعياد خصوصا عيد الفطر و عيد الأضحى، و كانت تستهل عروضها ابتداءا من الثالثة زوالا إلى حدود العاشرة مساءا .
كان الشباب و الآباء يصطحبون أطفالهم خلال الستينيات و السبعينيات و الثمانينات من القرن الماضي لمشاهدة فيلم أو أكثر منتقلين من قاعة إلى أخرى و التي غالبا كانت تكون مملوءة عن آخرها بمئات الزوار ، و كان يشكل هذا الطقس لديهم احتفالا و فرحة خاصة بالعيد و جزء لا يتجزأ منه لطالما شدهم الحنين إليه .
اقرأ أيضا
يقول عبد الكريم وكريم و هو ناقذ سينمائي : قاعات في طنجة على سبيل المثال ك"غويا" "موريطانيا" "روكسي" "باريس" اللواتي كانت قاعات فخمة بمقاييس ذلك العصر، لم يكن بإمكان أطفال وشباب الأحياء الشعبية الدخول إليها لمشاهدة الأفلام إلا في أيام الأعياد، فقد كانوا يكتفون في الأيام العادية بارتياد قاعات شعبية أثمنتها منخفضة ينتظرون أن يمر الفيلم إليها ليشاهدوه، قاعات مأسوف على اندثارها مثل "الكزار"، "كابيطول"، "مريكان"، "فوكس" و"المغرب"، أو في أحسن الأحوال قاعة سينما "الريف" التي تقع بين هاته الشعبية وتلك الفخمة والتي كانت تعرض أفلاما هندية، و تحولت الآن ل"سينماتيك طنجة".
كان طقس المشاهدة في مدن شمال المغرب طقسا للفرح ولعشق السينما مازالت الأجيال التي مافوق الأربعين سنة تتذكره بكل حب وشغف وتقدير وتميز عن أجيال تالية فيها أغلبية لم تدخل لقاعة سينمائية قط .