في خضم الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها مدينة مراكش خلال الأيام الماضية، عبّر الحقوقي محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، عن موقف لافت حول علاقة الأحزاب السياسية بالحراك الاجتماعي.
وأشار الغلوسي الذي حضر يومين من الاحتجاجات، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى أن الشباب الذين التقى بهم “يدركون جيدا ما يقولون، وواعون بكل المخاطر”، مؤكداً حرصهم على سلمية الاحتجاج بشعارات واضحة ومطالب معروفة. وأضاف أن هؤلاء الشباب “ينصتون بإمعان ولديهم رغبة حقيقية في الفهم والإدراك دون أحكام مسبقة أو قوالب جاهزة”.
في المقابل، انتقد الغلوسي ما وصفه بـ”الفراغ الكبير” الذي تركته الأحزاب السياسية بعد انسحابها من أدوارها الأساسية في التأطير والتكوين والانفتاح على المجتمع، متهماً إياها بالانغماس في مشاكلها الداخلية والاجترار المتواصل لخطابات متجاوزة، وهو ما جعلها – بحسبه – “منفصلة عن المجتمع ومشاكله”.
ودعا الغلوسي الأحزاب إلى القيام بـ”ثورة داخلية حقيقية”، تبدأ بتجديد نخبها وقياداتها التي طال مقامها، وتجديد خطابها وأساليب عملها وتواصلها. وشدد على أهمية التداول الديمقراطي على المسؤوليات، واستيعاب التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع المغربي، والانتقال من مرحلة الشعارات إلى الممارسة الملموسة.
كما اعتبر أن انفتاح الأحزاب على الشباب والنساء، وانخراط مناضليها في مختلف معارك المجتمع، شرط أساسي لبناء امتداد جماهيري حقيقي، محذراً من الاكتفاء بما سماه “الكلام الفارغ والشعارات الرنانة” والابتعاد عن الميدان.