احتجاجات “جيل Z” تؤكد هول أزمة تواصل تدبير الأزمات عند الحكومة

أعادت الاحتجاجات التي قادها شباب “جيل Z” في مدن مغربية عدة، خلال الأيام الأخيرة،للواجهة، النقاش حول عجز الحكومة عن التواصل في إطار تدبير الأزمات بخطاب تواصلي مقنع، يساهم في تهدئة التوتر الاجتماعي وفتح جسور الثقة مع الجيل الجديد.

فبينما تحولت بعض هذه التحركات الاحتجاجية إلى أعمال عنف وتخريب، ير ى مراقبون أن “اتساع هذه التحركات قابتلها فجوة تواصلة بين الحكومة والشباب المحتج، سواء على مستوى الفهم أو على مستوى آليات الإنصات”.

ورغم أن رئاسة الأغلبية الحكومية سارعت إلى عقد اجتماع موسع في 30 شتنبر 2025، برئاسة عزيز أخنوش وبحضور قيادات من أحزاب التحالف، انتهى إلى إصدار بلاغ حاول طمأنة الرأي العام عبر استحضار خطاب العرش الأخير، والتأكيد على حسن الإصغاء للمطالب الاجتماعية واستعداد الحكومة للتجاوب معها بالحوار والنقاش، فإن مضمون هذا البلاغ لم يرق إلى تطلعات “جيل زد” الذي اعتبرواه في نقاشاتهم الرقمية “أقرب إلى خطاب مؤسساتي عام، يكرر وعوداً إنشائية دون أن يقدم أجوبة عملية أو رسائل مباشرة للشباب الذين يعبّرون عن غضبهم في الشارع وفي الفضاء الرقمي”.

ويجمع مراقبون على أن “ما وقع ليس سوى نتيجة مباشرة لضعف تواصل الحكومة على مدى السنوات الأربع المنصرمة، ما نتج عنه ضعف تواصل عدد من وزرائها في تدبير الأزمات”.

وحسب نفس المصادر فإن “فجيل “Z” لا يكتفي بالخطابات الرسمية المطولة ولا بالبيانات المكررة، بل يبحث عن لغة واضحة ومباشرة، وإشارات ملموسة تعكس الإرادة السياسية في التغيير”.

واعتبر محللون أنه “مع غياب قنوات فعالة للتواصل، تتسع الهوة بين الحكومة والشباب الغاضب، بما يفتح الباب أمام أشكال احتجاجية غير منظمة يصعب التحكم في مساراتها”.

في هذا السياق، يجمع متابعون للشأن السياسي والاجتماعي إلى أن “الحاجة أصبحت ملحة إلى إعادة بناء استراتيجية تواصل حكومي تستبق الأزمات بدل الاكتفاء بردود فعل متأخرة، وتخاطب المواطنين بلغة شفافة تضع الحقائق كما هي، وتقر بالإخفاقات قبل الحديث عن الإنجازات، نظرا لكون التواصل السياسي ليس مجرد واجهة دعائية، بل هو أداة لاحتواء الأزمات وصناعة التوافقات، وبقدر ما تتقن الحكومات فن الخطاب، بقدر ما تستطيع توجيه الرأي العام نحو الحلول الممكنة”، محذرين من أن “غياب ذلك، سيجعل موجات الغضب تجد طريقها باستمرار إلى الشارع، في مشهد يعكس أكثر من أي وقت مضى أن أزمة المغرب اليوم ليست فقط اقتصادية واجتماعية، بل هي أيضاً أزمة تواصل”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *