كشفت مصادر إعلامية إسبانية مقربة من الحكومة، معطيات جديدة حول مشروع النفق البحري المقرر إنجازه لربط أوروبا بإفريقيا عبر مضيق جبل طارق.
ووفق ما أوردته صحيفة «الأحداث المغربية»، في عددها ليوم الثلاثاء 25 نونبر 2025، فإن المصادر تؤكد أن الدراسات تنجز بجدية كبيرة بهدف إخراج المشروع إلى حيز التنفيذ في أقرب الآجال.
وبحسب اليومية، فإن النفق البحري بين إسبانيا والمغرب سيبلغ طوله 42 كيلومترا، وهو مشروع هندسي ضخم يُتوقع أن يحدث تحولا جذريا في التجارة وحركية التنقل بين القارتين، وفق ما أوضحه أحد مهندسي المشروع من الجانب الإسباني.
ويُعد هذا المشروع، حسب اليومية، خطوة مفصلية ستغير الكثير في مستوى التقارب بين الضفتين، بالنظر إلى ضخامته وأهميته الاستراتيجية.
ووفق الجريدة أيضا، فإن النفق مشروع طموح تتقاسمه دولتان، إسبانيا والمغرب، إذ سيعمل على الربط بينهما عبر البحر الأبيض المتوسط وعبر مضيق جبل طارق.
ويهدف المشروع، وفق ما نقله أحد أعضاء اللجنة المغربية–الإسبانية المشتركة، إلى «ربط طريفة في أوروبا بطنجة في إفريقيا»، مؤكدا أن النفق سيكون تحت الماء بطول 42 كيلومترا، ومن المتوقع أن يشكل أحد أبرز إنجازات الهندسة الحديثة، فضلا عن كونه وسيلة لتعزيز العلاقات التجارية بين القارتين.
وتضيف اليومية أن الترتيبات جارية لعقد مزيد من الاجتماعات بين الجانبين المغربي والإسباني لتحديد المراحل النهائية للمشروع، الذي يقترح تصميما لنفق تحت الماء يبلغ 27.7 كيلومترا منه تحت سطح البحر.
ويمثل هذا المشروع، حسب الصحيفة، تحديا هندسيا هائلا بسبب الخصائص الجيولوجية والمحيطية لمضيق جبل طارق، خاصة بعد استبعاد خيار بناء جسر بسبب التيارات القوية والنشاط الزلزالي، ما جعل الفكرة غير عملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسات والتجارب تُنجز بشكل منسّق بين المغرب وإسبانيا، حيث يعمل كل طرف على جمع المعطيات الخاصة بجهته، قبل تقديمها إلى اللجنة المشتركة التي تتولى تحليلها والبحث في أفضل السبل لتنفيذ المشروع.
وتؤكد «الأحداث المغربية»أن السلطات المغربية، إلى جانب نظيرتها الإسبانية، تولي اهتماما كبيرا لهذا المشروع الذي طُرح منذ سنوات، قبل أن يعود بقوة إلى الواجهة مع تحسن العلاقات بين البلدين، وتزايد المشاريع المشتركة بينهما، وفي مقدمتها تنظيم مونديال 2030. غير أن معظم التقديرات تستبعد انطلاق أشغال هذا المشروع قبل احتضان المونديال.