شهد مجلس المستشارين، يوم الثلاثاء، جلسة ساخنة حول موضوع “التنمية الترابية ورهانات تحقيق العدالة المجالية”، شهدت مداخلات قوية من فرق ومجموعات المعارضة التي طالبت الحكومة بإنصاف سكان القرى والمناطق الجبلية، معبرة عن قلقها العميق من استمرار التفاوتات المجالية والاجتماعية التي تهدد فرص التنمية المتكافئة.
وأكدت المعارضة أن السياسات العمومية المطبقة لم تعد قادرة على معالجة الاختلالات البنيوية في توزيع الاستثمارات والموارد، وأن البرامج الحكومية المخصصة لهذا الغرض لم تُترجم بعد إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، ما يجعل الكثير من الأسر في المناطق النائية والمحرومة يواجهون صعوبات حقيقية في الحصول على الخدمات الأساسية وفرص الشغل والتعليم.
وشددت الفرق المعارضة على أن استمرار هذه الفوارق يعكس خللاً هيكلياً في التوجهات التنموية، داعية إلى مراجعة السياسات وتفعيل مقاربات تشاركية تراعي الخصوصيات المحلية والجبلية، لضمان العدالة المجالية وتحقيق تنمية متوازنة تشمل جميع الجهات، بعيداً عن التمركز والاستثمار المتركز في مناطق محددة.
عبد الله مكاوي:الحصيلة الحكومية في مسار التنمية الترابية وإنصاف القرى والجبال ضعيفة
قال المستشار عبد الله مكاوي إن الحصيلة الحكومية في مسار التنمية الترابية وإنصاف القرى والجبال ضعيفة، وانتقد استمرار التمييز المجالي السلبي في توجيه السياسات العمومية والقطاعية، وتمركز الاستثمارات في جهات محدودة.
وأضاف أن التفاوتات المجالية والترابية في توزيع فرص التنمية تتسع، داعياً إلى اعتماد مداخل تشريعية مثل قانون الجبل، وإقرار نظام ضريبي يراعي الخصوصية الجهوية والمحلية.
الفريق الاشتراكي :التفاوتات المجالية لا تزال مقلقة
تساءل الفريق الاشتراكي عن مدى التزام الحكومة بتنزيل التنمية الترابية والخطوات العملية المتخذة لتحقيق العدالة المجالية، مشيراً إلى أن التفاوتات المجالية لا تزال مقلقة، حيث تتركز الثروة في أربع جهات تستحوذ على 60٪ من الناتج الداخلي الخام، ما يعكس خللاً بنيوياً في توزيع فرص التنمية.
وأضاف الفريق أن المناطق الجبلية، التي تغطي ثلث التراب الوطني، ما تزال تعاني هشاشة بنيوية في البنيات التحتية والخدمات وفرص الشغل، رغم المؤهلات الطبيعية والبشرية، وأن برامج تقليص الفوارق لم تحقق أثرها الكافي.
نور الدين سليك:التنمية تسير بإيقاعات غير متكافئة وغير عادلة
أشار المستشار نور الدين سليك إلى أن التنمية تسير بإيقاعات غير متكافئة وغير عادلة، يحكمها منطق محاسباتي صرف، منتقداً سوء التدبير وضعف الحكامة، وتكريس ثقافة المغرب النافع والمغرب غير النافع.
لحسن نازهي:موضوع التنمية الترابية والعدالة المجالية لم يعد يحتمل الشعارات والوعود
قال لحسن نازهي إن موضوع التنمية الترابية والعدالة المجالية لم يعد يحتمل الشعارات والوعود غير القابلة للقياس، ولا التفاوتات الصارخة بين الخطط الحكومية وواقع المواطنين في الأقاليم والجهات.
وأضاف: “نحن في لحظة تتطلب رؤية واضحة بعدما أبانت السنوات الأخيرة عن هشاشة المنظومة الترابية خلال الأزمات الصحية والجفاف والتوترات الاقتصادية”، متسائلاً: هل نجحت الحكومة في تقليص الفوارق أم نعيد إنتاج نفس الاختلالات؟
خالد السطي :يجب ايلاء عناية خاثة للمناطق التي تسجل خصاصا في التنمية
دعا المستشار خالد السطي إلى إيلاء عناية خاصة للمناطق التي تسجل خصاصاً كبيراً في التنمية، مؤكداً أن ذلك ضروري حتى تتمكن البلاد من السير بسرعة واحدة، وشدد على أهمية الاستماع للمطالب الاجتماعية ومواكبة حاجيات السكان.