عيد الأضحى في طنجة.. أزياء تقليدية مبهجة وخبز "منسم" وغياب "بولفاف"

فرحة عارمة ومظاهر الاحتفال تبدأ قبل وبعد عيد الأضحى بطنجة، كباقي ربوع المملكة الغنية باختلاف التقاليد والعادات، والتنوع الثقافي الزخم، مما يجعل لكل منطقة طريقتها الخاصة في الاحتفال بجميع الأعياد الدينية، فما الذي يميز عروسة الشمال؟ وما هي الطقوس التي توارثها الطنجيون في عيد الأضحى؟

عند سؤالنا العديد من الطنجيين عن عاداتهم وتقاليدهم بالعيد، لاحظنا أن العديد منها لا يختلف كثيرا عن باقي المغاربة، صلاة العيد وتبادل التهاني بين الأحباب والجيران والعائلات، ثم ذبح الخروف وإعداد أشهى الوجبات، وزيارة الأهل، إلا أننا رصدنا بعض الاختلاف الذي قد يستغربه البعض.

بلكنتها الطنجية الجميلة، وبملامحها الشقراء التي تنم على نسائم القرب من أروبا، تتحدث سارة البالغة من العمر 24 سنة، والأم لطفلة، بحماس عن يوم العيد والأزياء التي تشكل حدثا مهما في هذه المناسبة الدينية :" لابد من ارتداء الملابس التقليدية في العيد، فنحن كنساء لابد من ارتدائنا للجلابة، أما الرجال فهناك "كندورة" أو "جبادور" وحتى الصغار يحبون تلقليد الكبار وارتداء الأزياء التقليدية" مشيرة إلى أنه :" يوم العيد في الشوارع الجميع يرتدون ملابس تقليدية بألوان مبهجة وجميلة، وهذه العادة لازلنا محافظين عليها ومتشبثين بها".

وبخصوص "بولفاف" الأكلة الأشهر في العديد من المدن المغربية، يقول ناصر (33 سنة) الذي يقطن بحي العوامة رفقة والديه :" أعرف من زملائي وبعض أقاربي أن الكبد يتم طهوها عن طريق لفها بالشحم ثم يتم شواؤها، إلا أننا نطهوها بطريقة خاصة، طريقة طنجية محضة، حيث تقطع وتوضع مع الطماطم والتوابل والزيت" ويضيف ضاحكا:" أظن أن هذه الطريقة أفضل وألذ وصحية أكثر".

ومن جهتها، قالت " العزيزة" أي الجدة باللهجة الطنجاوية، البالغة من العمر 62 سنة:" الآن تغيرت الاحتفالات بالعيد نظرا لتغير العالم من حولنا، ووجود "النبيرا" أي الثلاجة وتوفر المواصلات التي جعلت البعيد قريب، فضلا عن الهاتف وأصبح الجميع يرى الجميع كأنه معه، فغابت اللمة وحلاوة العيد، إلا أننا مازلنا نحتفظ على بعض التقاليد كالخبر المنسم الذي نحضره خصيصا لهذا اليوم المبارك، حيث نعده بالزنجلان (سمسم) ثم الشمر (النافع)".