الاستقلال غارق في بحر من المشاورات.. وبركة يسابق الزمن

يواجه نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال ، تحديا صعبا فيما يتعلق بتشكيل لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، وذلك بعد مرور شهرين على انعقاد المؤتمر الثامن عشر للحزب. ومع بدء العد التنازلي لإغلاق الدورة البرلمانية واقتراب العطلة الصيفية، يبدو أن هناك عراقيل أمام الأمين العام، وفقا لمصادر مطلعة.

وعلى الرغم من حظي بركة بإجماع قادة حزب "الميزان" ومن مختلف التيارات، إلا أن هؤلاء القادة، وفقا لمصادر لـ"بلبريس"، لم يسهموا في تسهيل مهمته، بل شجعوا أتباعهم على التنافس الشرس على عضوية اللجنة التنفيذية، حيث تم ترشيح 107 شخصا، مما خلق جوا من التوتر والمنافسة الشديدة.

وقد استبعد بركة من اللائحة أي شخص يشتبه في تورطه في قضايا فساد، كما تم استبعاد أولئك الذين ارتكبوا أخطاء واضحة، مثل استخدام العنف الجسدي كوسيلة لحل الخلافات.

ويوسع بركة من دائرة مشاوراته لتشمل الروابط المهنية للحزب، والتي تضم العديد من الأطر المؤهلة. ويسعى بعض هؤلاء الأطر إلى تنشيط اللجنة المركزية، والتي كانت بمثابة خلية تفكير وحل للمشاكل، في حين أن البعض الآخر يسعى للحصول على عضوية اللجنة التنفيذية كنوع من التكريم والاعتراف.

ويعمل بركة جاهدا لإبعاد المقربين من بعض القيادات النافذة في الحزب، والذين اشتهروا بعرقلة أي محاولة لتطوير مؤسسات الحزب، وخوض معارك جانبية، وتلطيخ سمعة القياديين الآخرين.

وقد أجرى بركة مشاورات موسعة مع قادة الحزب في المجلس الوطني، والاتحاد العام للشغالين، ومنظمة المرأة الاستقلالية، وشبيبة الاستقلال  ، والروابط المهنية، للاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم.

ولكن، رفض 24 من القادة السابقين من أصل 28 التنازل عن مناصبهم للمرشحين الجدد، والذين أغلبهم أعرب عن ولائه لأحد التيارات المتنافسة داخل الحزب، مما خلق المزيد من التعقيدات أمام بركة وولد الرشيد للتوصل إلى اتفاق نهائي.

ويشعر أعضاء المجلس الوطني للحزب، والبالغ عددهم 1326 عضوا، بالاستياء بسبب طول فترة الانتظار والترقب، لدرجة الشعور بالملل. ويأمل هؤلاء أن يعلن الأمين العام عن لائحته النهائية قريبا، خاصة مع احتمال عدم حضورهم بشكل كامل في حال تم عقد اجتماع المجلس الوطني خلال شهري يوليوز وغشت المقبلين، حيث يتزامن ذلك مع العطلة الصيفية.