اعتبر أحمد عصيد، الباحث والناشط الحقوقي أن الموظف الذي يغيب طويلا عن مكتبه تاركا المواطنين صفا بانتظار قضاء مصالحهم، بحجة الصلاة، أناني ولا يكن أي احترام لعمله.
وقال عصيد خلال حلقة أول أمس ببرنامجه "حلقات التوير" إن :" الصلاة سلوك تعبدي طقوسي فردي، يؤديه الفرد من منطلق حاجاته الشخصية التي هي حاجة روحية" موضحا أن العمل لم يكن في الواقع القبلي الذي عرف ظهور الإسلام عملا بمرتب شهري أو أسبوعي أو منظما وفق تقسيم زمني محدد في وظائف عمومية أو في القطاع الخاص نظرا لغياب الدولة العصرية الحديثة، ولا توجد قوانين تنظمه".
وأضاف الباحث المثير للجدل أنه:" أصبح الموظف ملزم بخدمة المواطنين الذين يتقدمون إلى مكتبه وقد يكونون صفا طويلا يمتد طوال اليوم، وعليه تلبية طلباتهم ليس منة منه بل من منطلق الواجب المهني".
وأبرز المتحدث ذاته أن الوظيفة الجديدة خلقت مشكلا بين الموظف، والإدارة حول مكانة الصلاة، والعبادة في برنامج العمل اليومي، حيث أصبح المواطنون يسجلون بشكل متزايد فراغ المكاتب من الموظفين بحجة الصلاة، وإذا كانت الصلاة تدوم بضع دقائق فإن الموظفين يختفون من مكاتبهم لمدة تمتد إلى نصف ساعة أو ساعة أحيانا، وبعضهم يفضل الخروج من مكاتبهم إلى مساجد قد تكون بعيدة، مما يؤدي إلى ضياع مصالح الناس وعرقلة برامج عملهم.
وأشار عصيد إلى أن الصلاة أصبحت ذريعة للتهرب من العمل وعدم أداء الواجب المهني والإخلال بالتعاقد المبرم بين الموظف والإدارة، مؤكدا أنه من الناحية الأخلاقية يبدو الموظف الذي يغادر مقر عمله ليؤدي الصلاة في مسجد مجاور، مما يؤدي إلى غيابه لفسحة زمنية غير مقبولة، لا يكن أي احترام لعمله ولا للمواطنين، كما أن سلوكه أناني إلى حد بعيد، لأن صلاته لاتعني سواه، ويلحق أضرارا بغيره.
رغم أن الإدراة أوجدت حلا من خلال إقرار مكانا للصلاة داخل مقرات العمل لقطع الطريق أمام الموظفين الغشاشين إلا أنهم أبدعوا طرقا جديدة للتملص من العمل من خلال المبالغة في اختيار السور القرآنية الطويلة وإطالة السجود، يضيف الباحث الأمازيغي.
وأبدى عصيد استغرابه من رد فعل المواطنين الغاضبين الذين ما أن يواجهوا بحجة الصلاة من طرف الموظفين حتى يلوذوا بالصمت ويطأطؤوا رؤوسهم، كما لو أن حجة الصلاة لا تناقش.