أزمة الحوامض بسوس: إتلاف المنتوج و"إحالة" الفلاحين على السجن

أطلق فلاحو المنطقة الفلاحية "بسبت الكردان" التابعة ترابيا لإقليم تارودانت، عملية إقتلاع واسعة لأشجار الحوامض مع وقف السقي، نتيجة الفشل الذريع في تسويق  منتوجاتهم سواء وطنيا أو خارجيا، حيث فاق  المنتوج هذه السنة التوقعات، تزامنا والمنافسة الخارجية القوية لكل من مصر وتركيا وإسبانيا.

وكشف "الحاج عبد الله" أحد منتجي الحوامض بإقليم تارودانت بأنه يشتغل في الميدان كمنتج للحوامض منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنه قرر منذ السنة الماضية تخفيض المساحات المزروعة بأشجار الليمون، نظرا للخسارة الكبيرة التي حصدها منذ سنوات، نتيجة تدني أسعار الحوامض في السوق الداخلية، وعجز الحكومات المتعاقبة الحفاظ على الأسواق المألوفة لعرض المنتوج المغربي خارجيا والذي فقد سمعته في السنين الأخيرة.

وقال ذات المصدر، بأن المسؤولين كان عليهم إجراء دراسة وبحث شامل حول تراجع الطلب الخارجي على المنتوجات الفلاحية المغربية، للوقوف على الإختلالات ومعرفة الأسباب الحقيقية، حيث تحول أغلب الفلاحين المعروفين بمنطقة تارودانت خاصة وسوس بشكل عام إلى مزاولة مهن جديدة بعيدا عن إنتاج الحوامض الذي أصبح تخصصا يقود للسجن والخسارة.

وأضاف الفلاح، بأنه كان يتوفر على أزيد من 100 هكتار من أشجار الحوامض بمختلف أنواعها، لكنه اليوم بعد تدشينه لسنتين من إقتلاع الأشجار يتوفر فقط على 68 هكتار، مؤكدا بأنه سيقتلع أزيد من عشرة هكتار أخرى هذه السنة، مشيرا لكون بعض منتجي الحوامض، أصبحوا اليوم ملزمين بدفع تكلفة التلفيف إلى الشركات التي قامت بتصدير منتوجاتهم إلى السوق الخارجي بعد الفشل في تسويقها.

وإختتم ذات المصدر حديثه مع "بلبريس" بالتأكيد على أن العديد من الفلاحين سيدخلون السجن الفلاحي بمدينة تارودانت قريبا، بفعل عجزهم عن أداء الديون  المتراكمة، سواء لدى المؤسسات البنكية أو الممونين، حيث أضاف ذات المصدر، بأن المئات من أطنان الحوامض الصالحة للإستهلاك وبجودة عالية يتم إتلافها أو تقديمها كعلف للمواشي والأبقار الحلوب.