قال الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب إن تصميم فرنسا والمغرب على توطيد علاقاتهما، وعلى أن يَكُونَا فاعلين إيجابيّين في الساحة الدولية وفق رؤية لا تفرّط في القيم الإنسانية التي يتقَاسمانها.
وأوضح المالكي في افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى البرلماني المغربي-الفرنسي، أنه "في إطار الرؤية المتوجهة إلى المستقبل، حصل التوافق على اختيار المحاور الأربعة لمنتدانا البرلماني الثالث، تحت شعار مركزي وهو "الشراكة المغربية الفرنسية : الآفاق الإفريقية"، وهي قضايا تتصف بالراهنية سواء في علاقاتنا الثنائية أو المتعددة الأطراف أو على المستوى الدولي. فسواء تعلق الأمر بـمحور "السياسة والاستقرار" أو "الهجرة وتنقل الأشخاص" أو "التعاون الاقتصادي" أو "صيغ التعاون الممكنة من أجل تنمية مستدامة بإفريقيا"، فإن المغرب وفرنسا يتقَاسمان الرؤية نَفسَها، بل إِن لَهُمَا مساهمات ومبادرات مشتركة، ومقاربات متقاربة إن لم تكن متطابقة.
وأشار المالكي إلى أن "العلاقات المغربية الفرنسية تتعزز بتوجه المغرب نحو أروبا وانفتاحه التاريخي ومبادلاته مع بلدان ضفة شمال المتوسط. وهكذا، فإن الشراكة المغربية الأوربية تعتبر بالنسبة للمملكة، اختيارا استراتيجيا ثابتا وإراديا يمليه القرب الجغرافي وعوامل التاريخ و المنافع المشتركة".
وأكد رئيس مجلس النواب أن "القضايا التي تشكل محاور بحث منتدانا الثالث، تندرج في صميم هذه الشراكات وفي قلب اهتمامات المغرب وفرنسا. وأعتقد أنه بتقديم الأجوبة الملموسة والعملية والناجعة والديمقراطية أيضا، على هذه الإشكاليات الراهنة في التعاون شمال –جنوب وجنوب –جنوب، ستسير سياساتنا، كبرلمانات وحكومات وقطاع خاص، في الاتجاه الذي يخدم الاستقرار والرخاء المشترك، اي خدمة الإنسان بما هو كذلك".
وفي ما يخص الهجرة وتنقل الأشخاص، أشار ذات المتحدث إلى أن المسؤولية السياسية والأخلاقية تقتضي بأن نتعاطى مع معضلة الهجرة والنزوح من منظور إنساني دامج ومتبصرٍ، والتصدي لجذور هذه الظاهرة العالمية والتاريخية، ذلكم أن الذين يغادرون بلدانهم ويغامرون في الأدغال والبحار،إنما يقومون بذلك مَدْفوعين إما بالظروف المناخية الصعبة أو الحروب أو التطهير العرقي أو الفقر أو البطالة المزمنة. وعِوَضَ إغلاق الحدود وبناء الجدران لصد المهاجرين، ينبغي بناء جسور التعاون.
ولفت المصدر ذاته إلى أنه سبق لجلالة الملك محمد السادس، رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، أن دعا إلى ذلك، وبالتالي ينبغي تصحيح العديد من التمثلات بشأن الهجرة خاصة الإفريقية منها، وفي مقدمتها، كما أكد جلالته، أن من أصل خمسة مهاجرين أفارقة، أربعة يهاجرون داخل القارة، وأن الهجرة غير القانونية لا تمثل سوى خُمُس 1/5 إجمالي الهجرة الدولية وأن 85% من عائدات المهاجرين تصرف داخل دول الاستقبال.
و إذا كانت فرنسا والمغرب رائدَيْن في عدد من الاستثمارات القطاعية في إفريقيا، فإنهما مطالبان مع ذلك، برفع تحديات المنافسة وتحفيز مقاولاتهما على اعتماد الانتقالات الضرورية حتى لا تتخلف عن التقدم السريع الذي تعرفه إفريقيا، وحتى َتساير التحولات التي تشهدها القارة، يضيف ذات المتحدث.
وأشار المالكي في كلمته إلى كون المناخ COP21 في باريس وCOP22 في مراكش، جعلت إفريقيا في قلب الانشغال الدولي في ما يرجع إلى قضايا البيئة. ويتعين علينا بعث دينامية جديدة في الآليات التنفيذية للقرارات الدولية في هذا الشأن بجعل الالتزامات المالية الدولية عملية وملموسة. إنها مسؤولية أخلاقية وسياسية ينبغي أن نتَحَّملَها بإعادة الروح إلى الترافع الدولي من أجل العدالة المناخية لإفريقيا.