مع اقتراب ذكرى عيد العرش في المغرب، التي تصادف مرور ربع قرن على تولي الملك محمد السادس الحكم، تتجدد الآمال لدى عائلات معتقلي الرأي في إمكانية صدور عفو ملكي يشملهم.
وفي هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي خالد البكاري في تدوينة له على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي:
مع اقتراب عيد العرش، تنمو الآمال عند عائلات معتقلي الرأي بإمكانية صدور عفو ملكي (بدأ يخبو في السنوات الأخيرة).
ولأن عيد العرش هذه السنة سيتزامن مع مرور ربع قرن على ملكية محمد السادس، فقد عادت الآمال عند العائلات ( وإن كانت الأحكام الأخيرة تسير سفنها عكس اي امل بانفراج محتمل: 5 سنوات على زيان، واليوم على زنكاض ب 4 سنوات).
كما تواترت دعوات من شخصيات مختلفة ملتمسة من الملك إصدار العفو بهذه المناسبة لرمزية "اليوبيل الفضي".
هذه الدعوات (نحسبها بريئة وصادقة) قابلتها بعض التشكيكات والاعتراضات من البعض.
اقرأ أيضا
فمن مشكك في نوايا من تقدموا بملتمسات علنية للعفو، ومن قائل بأنهم بهذه الملتمسات يقرون ضمنيا أن الإدانات القضائية كانت سليمة، وفريق ثالث يقول إن حرية المعتقلين يجب أن تأتي بالنضال وليس بالاستجداء، وآخر يقول إن النظام في ورطة، ويريد إن يظهر وكأن الإفراج عن المعتقلين هو بسبب عطف الملك بعد مناشدات وجهت له، وليس بسبب اي ضغط.
شخصيا، لا أرى نضالات قوية من أجل مغرب خال من الاعتقال بسبب الرأي (مع التحية العالية لكل الشرفاء اشخاصا أو إطارات)، ولا ألمس أنه ثمة ضغط قوي على النظام سواء داخليا أو خارجيا، يمكن أن يدفعه لانفراج حقوقي.
ولذلك ما يهمني هو النتيجة، إن اعانق رفاقي المعتقلين ظلما، وأن تفرح العائلات بعودة ابنائها، وأن يزور المعتقلون قبور احبتهم الذين رحلوا أثناء سنوات الحرمان من الحرية.
ولا يهمني بتاتا بعدها، أن يكتب الواحد إن ذلك حدث بفضل الصمود والنضال، أو أن يقول آخر إنه الصفح الجميل الذي من من خصال الملك العطوف.
في غياب أحزاب ومنظمات قوية، وقادرة على إحداث توازن بين الدولة والمجتمع، وعلى الحد من تغول السلطوية (أو على الأقل التخفيف منها)، فإن النتيجة ماثلة: شبه استسلام، وغياب للسلط المضادة، وخوف معمم يجعل انتقادا بسيطا يظهر وكأنه جرأة،
هل هذا يعني أن السلطوية انتصرت؟
لا شك في ذلك، ودعنا من اوهام : النظام في ورطة، التي يتم ترديدها بصيغ مختلفة منذ سنوات، فيما الورطة الحقيقية هي ورطة معارضة عاجزة عن الفعل والإبداع ( مع التحية الصادقة لكل الإطارات المناضلة، التي من مصلحة البلاد أن تتقوى).
هل هذا الركود في صالح النظام؟
لا اعتقد انه في صالح احد، فالتجربة التاريخية أبانت أن مثل هذا الوضع هو مقدمة لاشكال من الفوضى "غير الخلاقة"، حين تسحق السلطة كل المعارضات، ثم تستفيق على واقع العجز عن تأمين الحاجيات الدنيا للمواطنين، بفعل تغول عناصر الفساد والارتشاء والنهب داخل مفاصلها.
إن معارضة قوية حتى ولو كان النظام سلطويا افضل من هيمنة تحالف القمع والفساد المالي (كان تحالفا ضمنيا أو وفق اتفاقات).
بس: حدثني صديق بانتشاء عن صراع الأجهزة، فقلت: إني لا أرى صراعا ولا "ستة حمص"، واضفت مازحا: ولكن إذا كان ما تقوله صحيحا، فإن هذا يعني أنهم لم يجدوا مع من يتصارعون، ففضلوا "قتل الملل" بمقابلات حبية.
اتمنى الحرية لكل معتقلي الرأي،
ماذا سأفعل بعدها؟
سأشرب قهوة مع عمر الراضي (كنا تواعدنا على شربها سوية قبل أن يحرمنا الاعتقال الجائر منها)، وبعدها سأطلق "السياسة"، طلاقا بائنا، في انتظار التقاعد عن العمل، وإذا كانت في الحياة بقية سأربي الماعز في قريتنا.