أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن تنظيم كأس العالم 2030 يشكّل فرصة تاريخية لتحويل الرياضة إلى رافعة حقيقية للتنمية، داعيًا إلى جعل الشباب المغربي في قلب هذا المشروع الوطني الكبير، وعدم الاكتفاء بالجوانب التنظيمية أو اللوجستيكية للحدث العالمي.
وفي مداخلة له خلال النسخة الثامنة من منتدى “المغرب اليوم”، المنعقد يوم الجمعة بالعاصمة الرباط، شدّد بنسعيد على أن “الرهان الحقيقي لا يتجلى فقط في إنجاح تظاهرة رياضية من حجم كأس العالم، بل في تمكين الإنسان المغربي وجعله محورًا للتحول الاقتصادي والاجتماعي الذي ينشده المغرب في أفق 2030”.
الوزير، الذي تحدث خلال جلسة خصصت لموضوع “جعل الإنسان العامل الرئيسي في نجاح موعد 2030”، اعتبر أن تأهيل الرأس المال البشري الرياضي هو التحدي الأكبر، مشيرًا إلى أن ما بعد المونديال يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار منذ الآن، لتجنّب الأخطاء التي وقعت فيها دول أخرى نظّمت البطولة من قبل.
وقال بنسعيد: “نحن لا نشتغل فقط على ملعب أو بنية تحتية، بل على مشروع مجتمع يضع الرياضة في صلب السياسة العمومية”، مضيفًا أن الحكومة تؤمن بأن إحدى المداخل الأساسية لتحقيق ذلك هو الاستثمار في الصناعات الثقافية والرياضية، بما يخلق فرص شغل جديدة ويمنح الشباب المغربي أدوات الانخراط في دينامية عالمية متجددة.
كما توقف الوزير عند الطفرة المنتظرة في مجموعة من المهن المرتبطة بكرة القدم، من التسويق الرياضي إلى التكوين، مرورًا بالإعلام الرياضي وصناعة المحتوى الرقمي، موضحًا أن كأس العالم سيكون محطة فاصلة لتطوير هذه المجالات على أسس احترافية.
ولم يُخف بنسعيد رهانه على الصناعة الرقمية، وخصوصًا الألعاب الإلكترونية، التي تحقق رقم معاملات عالمياً يفوق 300 مليار دولار، معتبرًا أن الشباب المغربي قادر على حجز مكان له في هذا السوق العالمي، شريطة توفير التكوين والدعم اللازمين.
وختم الوزير مداخلته بدعوة صريحة إلى الاعتماد على الرأس المال الوطني في ورش كأس العالم، وعدم الاقتصار على الاستثمارات الأجنبية، من أجل بناء نموذج اقتصادي رياضي مستدام، يُرسّخ موقع المغرب كقوة صاعدة، ليس فقط على مستوى التنظيم الرياضي، بل أيضا في المضمون الاقتصادي والثقافي المصاحب.