محمد الشنتوف*
حسمت ركلات الجزاء للمرة الثانية على التوالي النتيجة النهائية وتحديد المتأهل في مباراة كرواتيا والدنمارك، فبعدما أهلت أصحاب الأرض أمام إسبانيا، منحت تذكرة الربع نهائي الثاني لمنتخب كرواتيا، بعدما انتهت 120 دقيقة بنفس نتيجة المباراة السابقة هدف في كل شبكة بملعب نيغني نوفكورود بروسيا.
بداية المباراة كانت مجنونة، إذ سجل الهدف الأول في الدقيقة الأولى بعد ارتباك دفاعي وخطأ من حارس المرمى سوباسيتش، عن طريق اللاعب جورغنسون، و لم يتأخر الرد كثيرا وجاء سريعا بعد هجمة منظمة وخطأ من المدافع كريستيان سن الذي ارتطمت الكرة برأسه و وضعت بسهولة أمام الاعب مانزوميتش الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة الثالثة، بعد دقائق أعلن الحكم عن ضربة خطأ خطيرة لصالح كرواتيا في الدقيقة11 على مشارف خط منطقة العمليات، نفدها باريتيتش بطريقة سيئة.
وتراجع المنتخب الدنماركي إلى الدفاع بعد التعديل طيلة العشرين دقيقة الأولى، وطالب ماريو مانزوكياش بضربة جزاء في الدقيقة 21، لكن الحكم رفض الإعلان عنها دون الاستعانة بتقنية الفيديو، وعاد اغيكسن بالدنماركيين إلى الهجوم في الدقيقة 22 بتسديدة صدها الحائط الدفاع، وانقد سوبازيتش منتخب كرواتيا من هدف سدد كرته الضائعة اللاعب مارتن في الدقيقة 27، وفي المقابل صد شمايكل تسديدة راكيتيتش وبيغيزيتش في الدقيقة 29، ونفد لوكا مودريتش ضربة خطأ ببراعة في الدقيقة 38 أرسلتها راسية لوفرين محاذية للمرمى، وأرسل اريكسون كرة بهدوء كسرت ظهر مرمى كرواتيا في الدقيقة 41، ورد راكيتيتش بتسديدة افتقدت للقوة في الدقيقة 44 تصدى لها شمايكل بسهولة، قبل ان ينتهي الشوط الأول بالتعادل.
انطلق الشوط الثاني بإيقاع الهدوء مع تفوق نسبي لكرواتيا، ومرت النصف ساعة الأولى بنفس الإيقاع رغم وجود بعض المحاولات من الطرفين، محاولات لم تتسم أي منها بالخطورة اللازمة، مرت تسديدة مودريتش محادية للمرمى قي الدقيقة 76، بينما تألق شمايكل في الدقيقة 77، و في الدقيقة 91 سدد راكيتيتش بقوة كرة لم تستقر في للشباك، وبعدما تمخضت المحاولات ولم تنجب أي هدف في الدقائق المتبقية أعلن الحكم عن نهاية الشوط الثاني وتأجيل الحسم في الأشواط الإضافية أو ما بعدها.
ولم تأتي الأشواط الإضافية بأي جديد يستحق الذكر باستثناء تصدي شمايكل الرائع لركلة جزاء نفذها لوكا مودريتش في الدقيقة 118، قبل أن تنتهي الأشواط الإضافية بالنتيجة المعروفة سلفا، و تكلف اركسون بتسديد أول كرة للمنتخب الدنماركي وضيعها أمام تصدي رائع من سوبازيتش وتقبيل الكرة للعارضة، و و أهدر ميلان باديلي أنام تألق شمايكل مرة أخرى امام، في حين تكلف بييغ بتسديد أول ركلة جزاء ناجحة لصالح الدنمرك، وفي المقابل تكلف كاماغياش بتسحيل أولى ركلات الجزاء الناجحة بالنسبة لكرواتيا، وسجل مايكل كرون دلي ركلة الجزاء الثالثة للدنمارك، ونجح مودريتش في تسجيل الثالثة في شباك شمايكل، بينما نجح غريمه سوبازيتش في التصدي لركلة الجزاء الرابعة، واستمر شمايكل في تقديم عرضه المبهر بتصديه لركلة جزاء نفذها اللاعب جوسيب بيفاريتش، وضيع يوغكتسن هدف المرور امام تألق سوبازيتش، وتكلف راكيتيتش بتسجيل هدف التأهل إلى الدور الربع النهائي، لملاقاة المنتخب الروسي صاحب الأرض والضيافة في المونديال رقم 21.
هذه النتيجة لا يمكن أن ندخلها في يجل مفاجئات المونديال، لأن كرواتيا كانت أقوى في الميدان و استحقت المرور عن جدارة، لكن المثير في هذه المباراة و نقطة التميز تتجلى في تألق الحارسين الدنماركي و الكرواتي، و خاصة حارس الدنمرك الذي كان عنوانا بارزا للكفاح و الصمود، و الأروع كان متمثلا في تفاعل والده في المدرجات بطريقة رائعة كلما تصدى لركلة جزاء جديدة، و هذه من الصور الرائعة التي قدمها هذا المونديال، و التي تقدمها عادة كرة القدم، التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها حقا ليست مجرد لعبة.
*صحفي متدرب