إهانة للصحافيين وتنظيم مشين.. موازين يختم الدورة 20 بفضيحة

لم يكن ختام مهرجان موازين لهذا العام عند مستوى التطلعات، بل شكّل صدمة للصحفيين والحضور على حد سواء، خاصة خلال حفل الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الذي اتسم بفوضى تنظيمية وأحداث مؤسفة، طغت على أي أداء فني محتمل.

في سابقة مستفزة، تعرض ممثلو وسائل الإعلام لمعاملة مهينة وغير مهنية، حيث تم حجزهم في منطقة معزولة وبعيدة عن المسرح، دون مراعاة لأبسط شروط التغطية الصحفية، ما أدى إلى استياء واسع داخل الوسط الإعلامي.

عدد من الصحفيين صرّحوا بأنهم تعرضوا للتجاهل المتعمد من قبل المنظمين، بل إن بعضهم تم منعه من دخول المنطقة المخصصة رغم حمله لبطاقة الاعتماد الرسمية. هذا الإقصاء غير المبرر يطرح أكثر من علامة استفهام حول احترام المهرجان لمهنة الصحافة والدور الحيوي الذي تقوم به في نقل الحدث للجمهور.

لم تقتصر الإشكالات على الصحفيين فحسب، بل طالت الجمهور كذلك. فقد عانى الحاضرون من سوء التنظيم، عند مداخل الحفل ، إضافة إلى فوضى مرورية خانقة حول موقع الحفل، ما تسبب في تأخر المئات عن الوصول في الوقت المناسب. ولم يكن هناك أي تواصل فعال أو توجيه من قبل الطاقم المنظم.

ولم تُسعف الجهود التقنية الحفل أيضًا، إذ اشتكى عدد من الحاضرين من رداءة الصوت خاصة وان شيرين اعتمدت على البلاي باك عن طلوعها المنصة، ما أفسد على كثيرين فرصة الاستمتاع بالفقرات الفنية.

رغم الحضور الفني اللافت لشيرين على المسرح خاصة بعد غياب طويل، ومحاولاتها خلق جوّ من التفاعل مع الجمهور، إلا أن الأجواء المشحونة وسوء التنظيم أضعف من تأثير الحفل كختام مرتقب لمهرجان عالمي بحجم موازين. وقد عبّر كثير من المتابعين عن خيبة أملهم من هذه السهرة التي كان يُفترض أن تكون احتفالاً بالفن، لا مناسبة للفوضى وسوء المعاملة.

إن ما حدث في ختام مهرجان موازين هذا العام يدق ناقوس الخطر حول جودة التنظيم واحترام الأطراف المشاركة، وعلى رأسها الصحافة. فالمهرجانات الناجحة تُقاس بجودة تنظيمها كما بمستوى نجومها، ولا يمكن لأي فنان أن يُنقذ حفلًا غابت فيه المهنية والتقدير.

إن كانت موازين تطمح للحفاظ على مكانتها كأحد أبرز المهرجانات في العالم العربي، فعليها مراجعة أخطائها بجدية، والاعتذار للصحفيين، وإعادة النظر في طريقة تنظيمها، لأن الاحتقار الذي وُجِّه لمهنة الصحافة لا يجب أن يمر مرور الكرام.