ركلات الحظ تخرج إسبانيا من المونديال و ترجح كفة أصحاب الأرض

محمد الشنتوف*

أقصي المنتخب الإسباني من مونديال روسيا بعد مباراة تربع فيها التعادل على عرش 120 دقيقة، وانتزع فيها الروس بطاقة التأهل من ركلات الجزاء الترجيحية، التي رجحت كفة أصحاب الأرض، على أرضية ملعب لوجينكي بالعاصمة الروسية موسكو.

و عرفت أطوار المباراة سيطرة إسبانية، و استحواذا لا غبار عليه طيلة شوطيها الأول والثاني، أمام تراجع دفاعي محكم من طرف الروس، و محاولات شبة منقرضة في اتجاه مرمى اسبانيا، و لولا هدف سيرجي إينياتشيفيتش الذي سجله في مرماه في الدقيقة 12 لما استطاعت إسبانيا التقدم في الشوط الأول أو التسجيل طيلة أطوار اللقاء، فرغم الاستحواذ إلا أن روسيا غلقت كل المنافذ و ما إن تظهر فرصة سانحة أمام إيسكو والزملاء التسعة إلا و وجدوا الحارس الروسي بالمرصاد، حيث تألق هذا الأخير تألقا لافتا طيلة أطوار المباراة، بأشواطها الرئيسية و الإضافية، و كاد الشوط الأول أن ينتهي لصالح إسبانيا لولا كرة لمست يد اللعب بيكي، أعلنت على إثرها ضربة جزاء ترجمها أرتيم دزيوبا إلى هدف التعديل بنجاح.

و لم يعرف الشوط الثاني أي جديد يذكر و القديم أعيد لينتهي بالتعادل الذي ودعناه في الشوط الأول، في حين كانت ضربة البداية اسبانية في الشوط الإضافي الأول، ومع غابت الخطورة على مرمى المنتخبين، استمرت اسبانيا في الاستحواذ، بينما أكد المنتخب الروسي على قوته الدفاعية الناجحة، و في الدقيقة 102 حاول دياغوا اسبار مباغتة الدفاع الروسي بدون جدوى، و في الشوط الثاني حاول البديل رودريكوا التسجيل لكن تألق الحارس الروسي منعه من ذلك بتصديه الرائع في الدقيقة 109، و طالب المنتخب الاسباني بركلة جزاء في الدقيقة 115 بعد عرقلة اللاعب بيكي، لكن تقنية الفيديو أكدت عدم وجود ركلة جزاء، و لم تحاول روسيا أي محاولة طيلة الشوطين الإضافيين، وتأجل الحسم إلى ركلات الترجيح الختامية .

تقدم انستا و سجل أولى ركلات الجزاء على يمين الحارس الروسي الذي ذهب في الجهة اليسرى، بينما سجل سمولوف أولى أهداف الروس بصعوبة حيث كان دي خيا قريبا من صدها، وسجل ركلة الجزاء الثانية بيكي لصالح اسبانيا، و في المقابل سجل اكناسافيتش الثاني للروس، وضيع كوكي ضربة الجزاء الثالثة، بينما كولوفين تكلف بتسجيل هدف التقدم لصالح روسيا، و لم يضيع راموس الركلة الرابعة، وسجل دينيس تشرشيف الرابع لروسيا،و تكلف بالركلة الأخيرة و أضاعها، ليتأهل المنتخب الروسي الى الدور ربع نهائي.

مفاجأة جديدة تضاف لسلسلة المفاجئات التي ظهرت في هذا المونديال، الذي جاز لنا أن نطلق عليه لقب مونديال المفاجئة، فخروج إسبانيا من الدور 16 ليس أمرا طبيعيا، إلى جانب الأرجنتين والبرتغال سابقا و ألمانيا في الدور الأول، لكن تبقى كل هذه المنتخبات التي غادرت مبكرا جديرة بالمغادرة لأنها لم تقدم مستوياتها المعهودة، و ربما سيكون هذا المونديال فرصة للكثير من المنتخبات لترتيب أوراقها مجددا للعودة بشكل أقوى في المستقبل، و بالحديث عن إسبانيا فكان المنتخب الإيراني أحق بالتواجد مكانها، و لولا الأخطاء التحكيمية لما مرت اسبانيا لهذا الدور في الأصل، و لكن يبقى خروج اسبانيا مفاجأة بالنظر إلى تاريخها و ليس إلى حاضرها. 

*صحفي متدرب