محمد الشنتوف*
شرف المنتخب المغربي المشاركة العربية في المونديال بعدما تمكن من فرض التعادل على المنتخب الاسباني رغم الأخطاء التحكيمية الظالمة في حق المنتخب المغربي، ورغم القرارات الغريبة والعجيبة بمساعدة تقنية الفيديو التي يفترض فيها أن تساهم في مساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصائبة، فبعد سلسلة من البطاقات الصفراء التي وجهت للمنتخب المغربي بطاقة تل والأخرى، ختمها الحكم باحتساب ضربة هدف من نقطة تسلل لصالح المنتخب الاسباني في الدقيقة 95 من عمر الشوط الثاني، ولولا هذه النتيجة لكان التأهل من نصيب إيران التي تعادلت مع المنتخب البرتغالي.
بدأ الشوط الأول بالضغط الاسباني على الدفاع المغربي، لكن أسود الأطلس اعتمدوا على تقنية الضغط على حامل الكرة، وحاولوا فرض هيمنهم في حدود خط وسط الميدان، وعدم ترك المساحات التي يمكن أن تصل بلاعبي المنتخب الاسباني إلى شباك الحارس المحمدي، لكن خبرة الهجوم الاسباني بقيادة كوستا وإنستا وإسكوا حل دون ذلك، نظرا لخطورة وسرعة هذا الأخير وإمكانيته الخارقة في خلق المساحات، ولولا الحظ وعدم تمركز لاعبي إسبانيا بالشكل المطلوب لسجلت بعض المحاولات السانحة للتسجيل، خاصة بعدما فاجئ المنتخب المغربي لاروخا بهدف السبق في الدقيقة 14 عن طريق اللاعب بوطيب الذي وضع كرة رائعة بين أقدام الحارس دي خيا، وبتمريرة ساحرة من الرسام إنستا، وضع النجم إيسكوا كرة بكل ما أوتي من قوة في شباك المغرب، لينتهي الشوط الأول متعادلا بين الطرفين مع تضييع مجموعة من الفرص خاصة من الجانب الاسباني.
في الشوط الثاني حاول المنتخب الاسباني إحكام السيطرة على المنتخب الوطني المغربي لكن هذا الأخير عرف كيف يربك خطوط المنتخب الاسباني ببناء جدار دفاع اسمنتي في الجبهة الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة التي كاد من خلالها النجم بوصوفة من احراز هدف التقدم مرة الأخرى لولا خروج الحارس دي خيا في الدقيقة 51، ووسط متابعة غير سعيدة من الحارس دي خيا، قسمت تسديدة الأسد نور الدين أمرابط ظهر العارضة في الدقيقة 55.
وفي خط الدفاع تكلف غانم سايس وزملائه بكبح و تعطيل تحركات اسكوا والأصدقاء التسعة، ورغم سيطرة إسبانيا بلغة الأرقام، إلا أن المغرب سيطر بلغة الأحكام، وفي بعد دخوله بدقائق، سجل النصيري دون أن يفشي السلام، برأسية رفعت المقام، وكادت أن تعدم في العاصمة مدريد كللا الأحلام، وبعدما فشلت الأقدام الاسبانية في تعديل النتيجة جاء الدور على الحكام، ليحتسبوا هدفا رغم تسلل ألبا تسلل واضح وضوح الشمس في كبد السماء، لينتهي الشوط بتعادل غير مستحق للمنتخب الاسباني وفوز بطعم التعادل للمنتخب المغربي رفع رأسهم عاليا
جاز لنا أن نقول أن المغرب فعلا شرف العرب في هذه البطولة، رغم سوء أحلال الطقس التحكيمية، وسوء الحظ أمام المنتخبات المنافسة بدون استثناء، وجاز لنا أن نقول أن إيران أقصيت بشرف لأنها كانت قاب قوسين من استقبال هدية ثمينة من أسود الأطلس، وباعتراف كل من يفقه في كرة القدم حرفا، فالمغرب شرف الأفارقة والعرب تشريفا، وسيواجه المنتخب الاسباني نظيره الروسي في الدور المقبل، في مواجهة ربما لا تقبل المهازل التحكيمية التي حدثت اليوم.
*صحفي متدرب .