بعد مطاردة شرسة...هكذا وقعت أشهر تاجرة مخدرات في قبضة المحققين

حكاية جريمة

نشاط الجبلية في ترويج المخدرات لم يقتصر على البيع في الشارع العام، بل إن  كميات محترمة من صفائح الحشيش كانت تجد طريقها للسجن حيث يقبع زوجها وهي المهمة التي كان يتكلف بها بعض معاونيها المقربين ممن يحضون بالثقة، علما أن الجبلية كانت صارمة في اختار معاونيها ، قبل أن يسقط أحدهم لاحقا ، ويتحول إلى أول خيط في  مسلسل مطاردة الجبلية بعد أن دخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على خط التحقيق في هذه القضية التي تحولت إلى أحد ابرز الفضائح التي  هزت المؤسسة الأمنية بالمغرب.

بداية انهيار إمبراطورية الجبلية لم تكن سريعة فرغم سقوط  أحد معاونيها وبحوزته كيلوغرامين من المخدرات كانت في طريقها للسجن، نجحت في البقاء حرة، وعملت على تعزيز شبكتها .

فبعد أن استشعرت بأن الخناق بدأ يضيق حولها، وهو ما تأكد لها بالفعل بعد مداهمة فيلا بالمهدية بضواحي القنيطرة في عملية أمنية قامت بها الفرقة الوطنية، وانتهت باعتقال شقيقها، قررت الجبلية الاختفاء عن الأنظار، واستمرت  في إدارة شبكتها  لكن هذه المرة من  وراء ستار.

ولأن عوالم المخدرات والمال والسلطة تداخلت في هذا الملف فإن  بارونة المخدرات عملت بجهد من أجل رتق الثقوب التي أصبحت تظهر بوضح في شبكة الحماية التي كانت تتمتع بها، لذا باشرت سلسلة اتصالات مع عدد من الأسماء التي كانت تتعامل معها، قبل أن تقتنع في الأخير ومن خلال اللهجة الباردة التي صدرت عن بعض الرؤوس المهمة، بأن ملفها لم يعد بيد هؤلاء، و أن  نهايتها أصبحت وشيكة بعد أن اختفى اسمها الحركي، وظهر الاسم الحقيقي في ملف سلم  لمسؤول  في أعلى هرم جهاز امني .

بداية الأمر نجحت الجبلية في الإفلات في أكثر من مناسبة من الاعتقال بفضل المعلومات التي كانت ترسل إليها حول أي عملية أمنية تنفذها عناصر تفد من خارج مدينة سلا، بناءا عل مذكرات البحث الوطنية الصادرة في حقها، لكن وبعد أن أصبح الملف ساخنا وثقيلا، فضلت العيون والآذان السحرية التي كانت تلتقط المعلومات لفائدتها، أن تتواري للخلف خوفا من أن يجرفها  تيار التحقيق في هذا الملف الذي أصبح حديث مدينة، بل وبلد بأكمله، ما فرض على الجبلية أن تتنقل عبر عدد من الفيلات والمساكن بعضها كان في ملكية أقارب لها في مدن محاذية لسلا كمهدية و تمارة.

التحريات التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية كانت تتوصل يوما بعد يوم لمعطيات جديدة تهم كيفية إدارة الجبلية لشبكتها وأيضا  طبيعة العلاقات المشبوهة التي تربطها بعدد من العناصر سواء بالأمن الوطني أو الدرك.

هذه التطورات المتسارعة جعلت الجبلية توسع من مجال هربها وتقرر التواري عن الأنظار بإحدى الفيلات بالدار البيضاء، دون أن تدرك أن بعض العيون نجحت بالفعل في رصدها وتتبع تنقلاتها، قبل أن تقوم  وحدات أمنية تابعة للفرقة الوطنية وبدعم من أمن الدار البيضاء باقتحام الفيلا، واعتقال أشهر شخصية نسائية في عالم المخدرات بالمغرب، معلنة بذلك عن  انهيار إمبراطورية الجبلية التي جرفت معها عدد من عناصر الدرك والأمن من بينهم مسؤولون كبار  قبل أن تنطلق محاكمة لم تكشف عن جميع أسرار هذه القضية.