في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز السيادة الطاقية الوطنية وتوسيع نطاق اعتماد الطاقة المتجددة في المغرب، أعلنت شركة ناشئة مغربية فرنسية متخصصة في حلول الطاقة الشمسية، عن إطلاق حل سكني مبتكر لإنتاج الطاقة الشمسية، وذلك في فعالية مرتقبة ستُعقد بمدينة الدار البيضاء يوم 25 يونيو الجاري، تحت شعار: "معًا نحو استقلالية طاقية للمغرب وإفريقيا".
ويأتي هذا المشروع في وقت يواجه فيه العالم تحديات متزايدة بسبب التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في سلاسل الإمداد، والتي أدت إلى تفاقم اعتماد المغرب على مصادر الطاقة المستوردة، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي. هذا الاعتماد، وفق ما تؤكده جهات اقتصادية، يثقل كاهل الميزانية العامة ويجعل الاقتصاد الوطني هشًا أمام تقلبات الأسواق العالمية.
الحل الجديد الذي تقدمه الشركة الناشئة يهدف إلى توفير أنظمة طاقة شمسية سكنية محلية، مستدامة وفعالة من حيث التكلفة، في متناول جميع الأسر المغربية. وتسعى المبادرة إلى تيسير ولوج المواطنين إلى حلول طاقية عملية يمكن أن تساهم في تقليص الفاتورة الطاقية على المستوى الفردي، وتدعم في الوقت ذاته الأهداف الوطنية الطموحة في مجال الانتقال الطاقي.
ويتماشى هذا المشروع مع الرؤية الاستراتيجية التي رسمها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في المزيج الطاقي الوطني إلى 52% بحلول عام 2030. ومن خلال التجربة الدولية للشركة، تُطرح فكرة دعم مؤسساتي مباشر لتسريع اعتماد هذه التكنولوجيا في المنازل المغربية، ما من شأنه تعبئة شرائح واسعة من المجتمع وتعزيز الاستقلال الطاقي المحلي.
تشير التقديرات الأولية إلى أن قرابة 100,000 أسرة مغربية جاهزة لاعتماد هذا الحل من بين أكثر من 800,000 مسكن حضري يمكن تهيئته بسهولة لاستقبال معدات الطاقة الشمسية.
وتتجاوز هذه المبادرة الطابع المحلي لتأخذ بعدًا قاريًا، حيث تؤكد الشركة الناشئة طموحها في جعل المغرب منصة استراتيجية للطاقة الشمسية في إفريقيا. وتهدف من خلال هذا التعاون المغربي الفرنسي إلى المساهمة في بناء قارة إفريقية مستقلة طاقيًا، مزدهرة، وذات سيادة، وقادرة على تلبية الحاجيات الأساسية لمواطنيها.
وبهذا، يشكل المشروع خطوة واعدة نحو مستقبل طاقي أكثر استدامة واستقلالية، ويعكس طموحًا جماعيًا لبلوغ تنمية شاملة وقائمة على الابتكار والمسؤولية البيئية.