كشفت رسالة مذيلة باسم حكيم بنشماش الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، عن معطيات خطيرة حول خطط معارضي قراراته داخل الحزب، حيث أفاد بوجود شبكة لبعض مليارديرات الحزب الجشعون، بالإضافة الى حسابات تدبير الإنتخابات المقبلة، إذ يعيش حزب "التراكتور" على وقع الحرب والصراع الخفي بين مكونات الحزب الإستثنائي في كل شيئ، حتى بعلاقته مع الدولة والإدارة.
ووفق رسالة بنشماس، فمن خلال التتبع لوقائع ومحركات وخلفيات المواجهة بين قادة "البام"، أظهرت تسجيلات اجتماع السبت الأسود ووقائع لقاء الدشيرة الغريب عن الدشيرة ولقاء الخيمة المائلة، وما سيظهر حتما في لقاءات قادمة ومن خلال أدلة أخرى سنكشف عنها في الوقت المناسب، أجزم بأن لهذا الأخطبوط رأس تتساقط وتتكشف أقنعته تباعا، رأس يتخذ شكل ما أجرؤ على تسميته بالتحالف المصلحي لبعض مليارديرات الحزب الجشعون، أبرز من يظهر منهم على المكشوف موزعون ، من حيث المنشأ والامتداد، على مناطق طنجة والنواحي، الحسيمة و بني ملال واسفي مراكش والكثير من النواحي".
وتسائل بنشماس في رسالته عما يجمع مكونات هذه الشبكة الناشئة، وما سر التحالف بين أقطابها؟، مشيرا بأن الجواب سيعود إلى تفاصيله لاحقا، وأنه "موجود في قسم الصفقات التابع للمجلس الجهوي بمراكش آسفي وغيره من الجماعات الترابية، كما أنه موجود أيضا في الصفقات العابرة للجهات والممتدة حتى ماربيا، كما أن جزء آخر من مفاتيح السر يكمن في حسابات تدبير الانتخابات المقبلة، ليس من زاوية استراتيجيات وتكتيكات مواجهة خطر الولاية الثالثة، ولكن من منطلق تدبير التزكيات المقبلة والطموح إلى التحكم فيها من خلال استعجال تنظيم المؤتمر لإفراز أمين عام "ماريونيت".
ودعا الامين العام للباميين في رسالته التي خطها من الإكوادور والتي وصفها "بإحدى البقاع حيث ترفرف روح سيمون بوليفار وتتردد أشعار بابلو نيرودا ومن إحدى قمم جبال الأنديز التي تشبه في شموخها وصلابتها جبال الريف والأطلس الأبية" دعا مناضليه إلى الثبات والصمود والدفاع عن قيم المشروع المشترك كما صغناه وبلورنا معالمه الكبرى مع الكوكبة الأولى من الرجال والنساء والشباب الذين ما بدلوا تبديلا، ومع من التحقوا بنا على طول المسار وعيونهم وقلوبهم".
وأعلن بنشماس، بأنه لن يتوقف بالشرح والتفصيل في مجمل هذه العوامل وغيرها مما أسهبت في بسطه أمام عضوات وأعضاء المجلس الوطني في دورته الأخيرة، ولكنني سأتوقف ، في هذه الرسالة، عند سبب آخر كان كامنا ومضمرا والآن أصبح واضحا ومكشوفا ، وهو سبب علينا أن نعيه وأن نستوعبه جيدا لنكون على بينة مما هو منتظر منا مواجهته من عقبات ونحن نمضي بثبات في طريقنا إلى المؤتمر الوطني الرابع: المؤتمر الذي يجب أن يكون مؤتمر الوضوح والقرارات الشجاعة؛ مؤتمر الصاعقة التي يجب أن تعيد لقلب الحزب وعقله نبضاتهما القوية والمنتظمة".
وأشار بنشماس في رسالته لمناضلي حزبه، بكون "المعركة التي نخوضها اليوم، والتي يجب أن ننخرط فيها بالحزم والصرامة المطلوبتين، بالاحتكام لقوانين الحزب، ولكن أيضا بالتعلق الأمين بفضائل الأخلاق السياسية النظيفة وبآداب الحوار الراقي، بما ينبثق في سياقها- أعني في سياق المعركة- من فرز موضوعي بين إرادتين: إرادة السطو على مؤسسات الحزب وعلى رصيده النضالي وتوظيفه لتنمية الأرصدة المعلومة، وإرادة الشرعية وتصحيح المسار وإعادة تعريف مفهوم المسؤولية وتنقية عتبات الباب وجنبات البيت ؛ هي معركة نتشابك فيها مع قوة نشأت وترعرعت في سياق الانحرافات التي وقعت في صفوفنا؛ في غفلة منا أو بسبب تواطؤات لم يكن لأنبهنا وأشجعنا-باعتبار ازدحام أجندة الحزب بالمهام المعلقة وتعدد وتنوع ضربات الخصوم- القدرة على التصدي لها ،في الوقت المناسب، قبل أن تتغول وترتدي لبوس الشبكة أو الأخطبوط ذي الأذرع المتعددة".