كشف مصدر مطلع بالمركزية النقابية الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، عن تأجيل تخليد الذكرى 38 لإنتفاضة 20 يونيو المجيدة، إلى يوم الاحد 30 يونيو الجاري، بسبب تزامنها مع المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني وضد صفقة القرن الامريكية يوم 23 يونيو الجاري بالعاصمة الرباط.
وتحل يوم الخميس المقبل، الذكرى الـ38 لانتفاضة 20 يونيو 1981، التي هزت عرش المملكة عندما واجه المغاربة بصدورهم العارية رصاص الجيش والأمن رداً على الزيادات الصاروخية في أسعار مواد غذائية أساسية، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا واعتقال العشرات، حيث أطلق عليها وزير الداخلية الراحل إدريس البصري اسم "انتفاضة الكوميرا"، عندما قررت الحكومة وقتها زيادات مهولة في أثمان المواد الاستهلاكية الأساسية لم تراع القدرة الشرائية للمغاربة، إذ تم رفع أسعار الدقيق بـ40 في المائة، والسكر بـ50 في المائة، والزيت بـ28 في المائة، والحليب بـ14 في المائة، والزبدة بـ 76 في المائة.
وتتمسك الكونفدرالية بتخليد الذكرى كل سنة، رغم مرور أزيد من ثلاثة عقود، حيث تم مواجهة الغضب الشعبي لفئات واسعة بالدبابات العسكرية والعنف الدموي والاعتقالات العشوائية، وهي الأحداث التي ما زالت تثير امتعاض الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي تُصرّ على تخليد ذكراها كل سنة.
هذا، ولم تمض على "انتفاضة الكوميرا" إلا سنتان حتى اندلعت احتجاجات 1984 في منطقة الريف ومراكش والقصر الكبير، بعد شروع الحكومة في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي بتوصية من صندوق النقد الدولي وارتفاع الأسعار وفرض رسوم على التعليم، وهي الأحداث التي خلفت بدورها قتلى حددت السلطات أعدادهم في 16 شخصا، في حين قالت المعارضة وتقارير إعلامية إنهم تجاوزوا 80 شخصا.