نقط على الحروف..الداودي: ما يقوم به بنكيران إستعلاء مرفوض وخرجاته تحرجنا (حوار)
قال لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، إننا لم نكن نحلم قبل 2011 أن نصبح وزراء، وأن أكبر لوبي واجهنا في ملف تسقيف المحروقات هو الرأي العام، وليس الشركات.
الداوي، الذي وجه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيرن، يتحدث في هذا الحوار مع "بلبريس" عن التحرش الجنسي داخل حزب العدالة والتنمية، ويرد على نزار بركة ومن يصفون "البيجيدي" بالظلاميين، ويتشبث باكتساح انتخابات 2012..
هناك نقاش ومغالطات كثيرة حول تسقيف المحروقات، إذ هناك من يرى أن الحكومة فشلت
في تدبير الملف، وتدخل مجلس المنافسة الذي أجج الوضع، أين وصل التسقيف إلى حدود اليوم؟
الحكومة تشتغل وفق المادة 4 من قانون مجلس المنافسة الذي ينص على أنه لا يمكن للحكومة أن تغير أو تقوم بتسقيف الأسعر إلا بعد رأي مجلس المنافسة. ومنذ 2015 كان هناك فراغ جعل الحكومة تتفرج مثلها مثل باقي المواطنين.
وبعد تعيين الرئيس وقبل تعيين باقي الأعضاء، راسلنا في وزارة الشؤون العامة والحكامة هذا المجلس للإدلاء برأيه، الذي أخذ شهورا من الانتظار، وبادرنا إلى الحوار مع الشركات بعد التوصل برأي المجلس، كي نتجه الي التسقيف، وقالت الشركات واصحاب المحطات انهم سيلتزمون بالتسقيف لان الظرفية صعبة، وعليه أشكرهم لأنهم تفهموا هذا المنطق، خاصة أن الوزارة لا ترغب في فرض تسقيف أحادي من جهة واحدة.
حاليا تم الاتفاق علي مبدأ التسقيف، وتم رفع التقرير إلى رئاسة الحكومة، توصلت به أمس وإن أكبر لوبي واجهناه في هذا الملف، ليس هو الشركات بل هو الرأي العام، وبعد العمل مع الشركات وأرباب محطات الوقود العمل يتم حاليا مع الحكومة التي عليها أن تشارك في تدبير هذا الملف..
من خلال تدبيركم لهذا الملف، يظهر ما يوصف بغياب التضامن الحكومي، إذ أن كل وزير يواجه الشعب بمفرده، ويواجه الإعلام الموجه، بالإضافة إلى التزام الأغلبية الحكومية للصمت، ماهو تعليقكم على هذا الوضع؟
التضامن الحكومي قائم وقد ظهر خلال البيان الأخير لأحزاب الأغلبية بخصوص ملف الآساتذة المتعاقدين. وملف المحروقات كان بين يدي كوزير للشؤون العامة والحكامة، ويوجد حاليا لدى رئاسة الحكومة ويقينا رئيس الحكومة سيخبر به أعضاء الحكومة..
ولوفشل الحوار لناقشت الحكومة كيف ستتعامل مع الملف، لكن تفهم الشركات للأمر لا يطرح أي إشكال يذكر . وفي مثل هذه الحالات سيتم تطبيق القانون، رغم أن ذلك لن يتم بشكل انفرادي، والأمور حاليا لا تزال تسير بشكل طبيعي. وكما هو معلوم لا يمكن لأي ممون أن يبيع بالخسارة، والسوق الدولية. تتحكم في أي ارتفاع أو انخفاض في السوق المحلية، ولا يمكن أن نجبر الشركات أو المحطات للبيع بخسارة. وكما قلتم، فالمغاربة يطلبون الشفافية والمطلوب أن تكون المعلومة صحيح فأنا مستعد أن أقدم للمواطن المعلومات الضرورية كل أسبوعين..
لنمر للوضع السياسي الآن .. أي متتبع يحس بالقلق، على مستوى أحزاب الأغلبية وكذلك المعارضة، ورقي الخطاب السياسي والوضوح.. الآن هناك قلق عام لدى المغاربة ؟
لا توجد أي دولة في محيط البحر الأبيض لا يوجد فيها هذا القلق.. والمغرب أصبح منفتحا حول ما يجري، وأصبح طموح المغاربة كبير جدا ويرغبون في تحسين أوضاعهم بشكل كبير..
لكن يمكن الحديث عن القلق أيضا في بريطانيا، واوروبا تتميز بوجود مؤسسات قوية، حتى مع وجود صراع بين الأحزاب أو مع الوزارة الأولى هناك مؤسسات ؟
في المغرب أيضا هناك مؤسسات..
البيجيدي بخصوص لغات التدريس ضيع على المغاربة أزيد من شهر من النقاش وفي الأخير قبل بالأمر؟
المجلس الحكومي صادق على ما يتبناه حزب العداالة والتنمية .. لكن في البرلمان الحزب لا يتوفر على الأغلبية، كون باقي أحزاب الأغلبية لها رأي آخر، وتدبير الخلاف يقتضي الحل الوسط، دون غالب ولا مغلوب .. وهذا ما يظهر أن الأغلبية تدبر اختلافاتها، وخير دليل هو وصولها إلى حل وسط..
بعض أحزاب الأغلبية تنتقد «البيجيدي» خاصة حين صرحت بأن حزبكم سيأتي في الصف الأول في الانتخابات المقبلة ؟
هذا رد فعل على الذي يقول إن حزبه سيأتي في الصف الأول، بعدما كان في مؤخرة الترتيب، يرغب في تصنيف العدالة والتنمية في موقع متأخر.. ولابد أن تصل الرسالة إلى المواطن كي يعي أن ما يقوله هؤلاء "ما خدامش ".
الأغلبية تعيش هذا الصراع وهي لاتزال في السنة الثالثة للولاية الحكومية؟
هذا صراع خارج دائرة البرنامج الحكومي، وكل حزب خارج البرنامج الحكومي يختلف عن الأحزاب الأخرى، ولابدمن الخلاف كي يتمكن المواطن المغربي من الاصطفاف وراء الحزب الذي يراه يناسب تطلعاته..
من الناحية الأخلاقية، كيف ترد من يتهمونكم بالظلاميين الذين ينبغي ألا يعودو إلى السياسة؟
هذا الكلام لا يليق سياسي، وهو قذف، وليس صراعا سياسيا مقبولا، لا يتجاوز الحديث عمن سيفوز في الانتخابات .. وشخصيا لا أشتم أحدا والمشكل يكمن في الشخص الذي يشتم الآخرين .. لأن ذلك بعيد عن أخلاقيات العمل السياسي ..
البيجيدي يقود الحكومة للمرة الثاني، وهو معروف في العالم أنه يصعب لأي حزب أن يكمل ولاية ثانية أوثالثة؟
التجربة الألمانية تثبث العكس ..
وهل يوجد أمثال « ميركل « في الأحزاب المغربية؟
وهل تقلل من كفاءة مناضلي العدالة والتنمية؟
السيناريو الممكن هو أن تفوزوا وتوجه الأحزاب لرفض التحالف معكم؟
اتركها حتى تقع، وحينئد سيفهم المغاربة ما يجري ،سيصوتون أكثر للعدالة والتنمية، وسيصوتون بالأغلبية للحزب.. رغم أننا لا نسعى إلى الأغلبية، بل إلى أحزاب قوية ديمقراطية تتعاون. وفي حالة الاتفاق ضد العدالة والتنمية فسيفهمه المواطن المغربي، الذي أصبع واعيا بهذا الأمر وسيتضامن أكثر ..
البيجيدي لديه شعبيته، قوته في التنظيم، في القواعد وليس في القمة.. لكن خرجات بنكيران الذي وصفك كما وصف أفتاتي من قبل ب"المجدوب"، وهذاالمصطلح ليس مفهوما في علم السياسة ولا في علم الاجتماع، ماهوالمقصود وهل أنت فعلا مجدوب؟
بنكيران قال هذا ردا على قولي أننا سنفوز في الانتخابات المقبلة، وبدأ يستشهد بالقرآن، دون أن يقول الله أعلم، وفي نفس الجملة قال يبدو أننا سنفوز، أي أنه لا فرق بين ما قلته وما قاله هو، ولا يليق «بسي عبد الإله يخرج هذا الكلام»، وهو يستشهد بالقرآن، ناسيا «ولا تتنابزوا بالألقاب»، و »يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم « .. بنكيران لا يمكن أن يتحدث عن شخص «بلا ما يلصق لو شي تيكيتا»، وهذا لا يليق لأنه من الاستعلاء ونوع من السخرية ونوع من الاستهزاء بالناس..
يبدو أنه ينتقم منك لأنك لم تسانده بعد إعفائه؟
لا، لم يسبق لي أن تكلمت عنه بسوء ولو في كلمة واحدة ..، وما يقوم به يعتبر إستعلاء غير مقبول، ولا أسمح لنفسي بالحديث عن الأشخاص بتلك الطريقة، وأؤمن بمناقشة الأفكار السياسية.
السيد الوزير، يلاحظ أن سنة 2019 كانت صعبة بالنسبة للحكومة من خلال بعض المحطات من قبيل تدبير ملف «أساتذة التعاقد» وتسقيف أسعار المحروقات، والمعارضة في البرلمان تقول أن الحكومة لم تستطيع تنفيذ ولو 5 بالمائة من البرنامج الحكومي الذي هو برنامج تعاقدي؟
في المعارضة يمكنها أن تقول أنه لم ينجز أي شيء، رغم كل ما حققه المغرب في مؤشرات مختلفة من قبيل التصنيفات الأخيرة بشأن الاسثمار ومناخ الأعمال،، عدد المناصب المحدثة، وعدد المشاريع التي تفتح. وطبيعي أن تتحدث المعارضة بهذه الطريقة، لأنه لا يمكن أن نتحدث عن أصلا عن وجود المعارضة ..
ألا تعتقد أن كل هذه الأوراش تدخل في إطار المشاريع الملكية، والمواطن لا يحس بأي تأثير مباشر على حياته ؟
لا يمكن أن تفرق بين المشاريع الملكية والمشاريع الحكومية، كون الملك هو رئيس الدولة، والحكومة هي حكومة الملك، ومن يقول ذلك فهو خاطيء لأن كل مؤسسات البلاد تشتغل كلها، وكل المؤسسات تتكامل فيما بينها،. ولا يعقل أن نفرق بين جلالة. الملك وحكوماته، الحالية والمستقبلية. وكل هذه المشاريع هي ملك للبلاد. وكمثال فوزارة الخارجية كلها تقريبا تابعة لجلالة الملك، لكننا نشتغل في مناخ عام.
بعد ثلاث سنوات من عمل الحكومة هل قمتم بتقويم موضوعي لتقديم الحصيلة الحكومية للمواطنين؟
هناك برنامج وكل ما قمنا به سيقدم للمغاربة، لأن الأمر يتطلب المحاسبة، ومن حق المواطن أن يسأل جميع المسؤولين عن انجازاتهم..
لكن وزراء البيجيدي لا يتميزون جميعا بالشفافية ؟
لا .. رئيس الحكومة هو من يسهر على هذه العملية
هناك ظاهرة غريبة في المشهد السياسي حاليا، حزب يحتل الرتبة السادسة في الانتخابات ويرأس البرلمان، هل تعدون في الإغلبية لتقديم مرشحكم لهذا المنصب، وهل هذا يعني أن الوضع السياسي في الاتجاه الصحيح؟
الحزب الذي يرأس البرلمان أصبح في الأغلبية، ويمكن الحديث عن هذا المشكل قبل التحاقه بأحزاب الأغلبية. وداخل البرنامج الحكومي كل شيء علي ما يرام، وخارجه أنا شخصيا أطالب بالاختلاف، وأناضل من أجل إرساء الاختلاف.
إلى أي حد تعتبرون في العدالة والتنمية موضوع أمينة ماء العينين مشكلة بالنسبة للحزب؟ وهل حسم أمرها الآن؟
لن أتحدث عن حالة بعينها، لكن لا يمكن أن نتحدث عن تجمع كبير دون عيوب، وكلنا عيوب أصلا، والأهم هو هل هذا الجسم قادر على فرز هذه الإشكاليات ويعالجها أولا. إذ أن عهد الأنبياء عرف مثل هذه الأمور. ونحن لسنا ملائكة.
بنكيران كأمين عام سابق تحدث عن وجود تحرش جنسي داخل البيجيدي والمسألة أثارث نقاشا كبيرا ؟
لا يهم من قالها، لكن من رأى أي شيء من هذا القبيل عليه فضحه، ولا ينبغي السكوت عن هذا الموضوع، وأن الأمر، حسب عدد كبير من المصادر في الحزب، غير معروف، رغم بعض الاستثناءات التي قد تحدث، بين عشرات الآلاف من الأعضاء في كافة المناطق. وما أكده أن القيادات لم تتوصل بأي ملف من هذا النوع..
لماذا سكت الجميع عن اليوسفي والفاسي وعصمان، ولم يسكتو عن بن كيران بخصوص التقاعد الاستثنائي ؟
ربما لكونه أصغر رئيس حكومة، وبنكيران لا يزال أمامه مستقبل سياسي، وأنا ضد سكوته وسكوت أي شخص كيفما كان فقط لأنه سبق أن تحمل مسؤولية سياسية،..
وهل تحرجكم خرجاته؟
نعم تحرجنا أحيانا، وأنا أحرجتني مرة واحدة ، لكن مهاجمته من لدن الآخرين يجعلني لا أحرج من خرجاته، خاصة لما اتهمه أحدهم بأنه سيخرب البلاد، وهذا لا ينبغي السكوت عنه.
ما هو تعليقكم على الصراع بين العدالة والتنمية والاستقلال حول تصريحات نزار بركة بخصوص ملف « المتقاعدين » واتهامه الحكومة بـ »تفقير الشعب المغربي »؟
ماذا سيقدم نزار أصلا، سوى بعض معطيات للمندوبية السامية للتخطيط المعروفة أصلا. وفي الخطاب السياسي لا تنتظر من المعارضة أن تقدم لك الهدايا، لأن قول الحقيقة ليس في صالح المعارضة.
ورغم ذلك نحن نقبل كل من ينتقدنا في أمور معقولة، والشيء الذي لا تستطيع فعله ينبغي قوله بصراحة للمواطنين، وهنا أعود لموضوع تسقيف المحروقات، فلو كنت غير قادر لأخبرت به المغاربة. فتدبير الشأن العام بالنسبة لنا ليس لكسب المال، لأنني اليوم وزير وغدا سأصبح مناضلا وقد أتجه نحو الجبل والعودة للحياة الطبيعية بكل بساطة، فنحن لم نكن نحلم قبل 2011 أن نصبح وزراء.
كوزير الشؤون العامة والحكامة وبقرب رمضان وتنامي الجفاف هل تتوفرون على آليات الصرامة لتوفير حاجيات المواطنين في هذا الشهر؟
دون أن نكذب على الناس، آليات توفير جميع حاجيات المواطنين متوفرة، لكن بعض الظواهر كالغش لابد أن ينخرط فيها المواطن معنا، ونحن نستورد حاليا المواد التي نرى أنها ستعرف خصاصا خلال شهر رمضان، سوء تعلق الأمر بالسمك أو اللحوم، التي نتوقع تراجع أسعارها، وهناك أنواع من الأسماك قد تكون ناقصة..
<iframe width="658" height="370" src="https://www.youtube.com/embed/2bVwRbxCsVM" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
