بلقاضي:الخطاب الملكي بقمة شرم الشيخ ..خطاب الجرأة والواقعية والاستشراف -فيديو

اعتبر المحلل السياسي، ميلود بلقاضي، إن الخطاب الملكي  الموجه للقمة العربية الأوروبية كان خطاب  وضوح وجرأة بعد وصف دقيق للواقع العربي يتحمل فيه  للإتحاد الأوروبي مسؤوليات الا بصمته اتجاه ما يجري به أو المساهمة بكيفية أو بأخرى في تمزيق النظام العربي وخلق صراعات ثنائية تكون نتائجها كارثية  ليس على النظام العربي  فقط ،بل يمكن ان تكون تداعيات سلبية حتى  على الاتحاد الأوروبي .

وأكد الدكتور بلقاضي في تصريح مباشر على قناة الجزيرة، على أن الملك، في خطابه، الذي تلاه بالنيابة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، موجه إلى كل الأنظمة العربية خاصة  انظمة دول الشرق الأوسط والمغرب العربي ودول الاتحاد المغاربي، وقال:" إن الدول العربية تعيش، اليوم، وضعا خطيرا نتيجة عدم احترام الحدود المشتركة والتدخل في الشؤون الداخلية ".

وأضاف بلقاضي، أن هذه النقطة التي ركز عليها الخطاب الملكي، تعتبر نتيجة السياسات، وسلوكات بعض الدول تجاه البعض الآخر، مبرزا خطورة الواقع العربي، الذي تتحمل فيه بعض الدول مسؤولية تاريخية.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الخطاب الملكي، كان جريئا، وواقعيا في تقديم وصف واقعي يتطلب معالجة عميقة لواقع "مريض" و"ممزق"; مضيفا ان الخطاب الملكي الموجه للقمة العربية الاروبية الاولى مثل خارطة طريق يمكن ان يشكل مرجعية لشراكة عربية اروبية استراتيجية تحافظ على الامن القومي العربي دون اي تدخل اجنبي ويعمل على الرقي الى مستوى حقيقي مبني على رؤية واضحة وخطط عمل واقعية  وفق حجم التعاوم العربي الاروبي المادي والمعرفي .

وفي السياق ذاته، قال الدكتور بلقاضي إن خطابات الملك محمد السادس، الذي وجهها أيضا لدول اتحاد المغرب العربي، الذي أسس وكان حلما بالمغرب "لم تتحقق نتيجة تعنت الجزائر ومحاولة عرقلة هذا الاتحاد.

وأضح المحلل السياسي أن ما ينطبق على اتحاد المغرب العربي ينطبق أيضا علي دول الخليج، من خلال التضارب الذي نتابعه اليوم بين قطر واليمن وبين قطر والسعودية وبين قطر والامارات وبين لبنان وسوريا والكويت والعراق، وأوضح:" وكلها نتيجة تدخل دول أجنبية أو نتيجة سلوكات تكون إما مفروضة علي تلك الدول أو أن روساء أو ملوك تلك الدول غير واعيين بواقع النظام العربي الذي يمر حاليا بأسوأ وأحلك مراحله التاريخية " .

وأورد الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، ببرنامج مباشر على  قناة الجزيرة القطرية، أن الخطاب الملكي كامن واضحا وواقعيا لدفع الأنظمة العربية لإعادة النظر في مفهوم " الأمن القومي العربي" والوحدة العربية والاحترام المتبادل، موضحا أن عكس كل هذه الشعارات التي عشنا عنها سنوات، أثبت الواقع أن القومية العربية افرزت القطرية العربية، وأن المشترك انهزم أمام الفردانية، معبرا عن أمله في أن يخرج الخطاب الملكي النظام العربي من هذا الواقع ".

ونبه المصدر ذاته، إلى أن دولة خليجية تحاصر حاليا من لدن دول عربية شقيقة تجمعها بهم روابط الدين والتاريخ واللغة دون أي مبرر موضوعي، خدمة لأجندة خارجية تريد أن تمزق تكتل الخليج العربي، الذي تلعبه فيه قطر دورا أساسيا، كما هو الأمر بالنسبة للمغرب الذي يلعب دورا أساسيا في قاطرة الاتحاد المغاربي.