أعربت جبهة “البوليساريو”، اليوم الأربعاء، عن خيبة أملها و”أسفها العميق” إزاء تجديد الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء وتأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لهذا النزاع، في موقف يأتي على خطى داعمتها الرئيسية، الجزائر.
وفي بيان مطول لها، هاجمت الجبهة الإنفصالية الإدارة الأمريكية، مدعيةً أن مساندة الموقف المغربي تمثل “تناقضًا صارخًا مع الشرعية الدولية”.
واعتبرت “البوليساريو” أن موقف واشنطن يقوض أي دور بنّاء محتمل للإدارة الأمريكية الحالية في عملية السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بل ويحول الولايات المتحدة من طرف يمكن اعتباره ميسرًا نزيهًا إلى طرف مباشر في النزاع. وحذرت الجبهة من أن هذا الموقف ينذر بمزيد من التعقيد والتصعيد في المنطقة، ويفتح الباب أمام تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وتجرعت “البوليساريو” مرارة الموقف الصادر عن الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مضيفة أن تجديد البيت الأبيض تأكيده على السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية يتعارض مع ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (والذي يبدو أن الإدارة الحالية تواصل نهجه في هذا الملف) بأن هدف إدارته هو تحقيق السلام العالمي. وذهبت الجبهة إلى القول بأن هذا الموقف لا يمثل خيبة أمل للطرف الصحراوي فحسب، بل يشكل أيضًا “خسارة للمكانة الأمريكية الدولية وصورتها كدولة تبني نفوذها وقيادتها على قيم الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها والسلام القائم على العدل”، حسب لغة البيان.
على صعيد متصل، كانت وزارة الخارجية الجزائرية قد أعلنت في وقت سابق اليوم الأربعاء، في بيان لها، أنها أخذت علمًا بتأكيد وزارة الخارجية الأمريكية للموقف الأمريكي الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد للنزاع. واكتفت الجزائر بالتعبير عن أسفها لهذا الموقف، دون أن تتخذ إجراءات دبلوماسية تصعيدية كاستدعاء سفيرها لدى واشنطن، وهو ما كانت قد فعلته في مواقف سابقة مع كل من إسبانيا وفرنسا.
