وثائقي يعيد الأطرش إلى الأضواء

بعد غياب طويل عن الأضواء، تستعد الفنانة المغربية أمل الأطرش للعودة إلى المشهد الفني من بوابة مختلفة وغير تقليدية، حيث شرعت في التحضير لفيلم وثائقي يحمل طابعًا شخصيًا للغاية، يتناول محطات من سيرتها الذاتية والمهنية التي لم تُروَ من قبل.

هذا العمل، الذي لا تقتصر فيه الأطرش على أداء الدور فقط، بل تتولى أيضًا كتابة السيناريو، يشكّل تجربة فنية بلمسة حميمة، تسعى من خلالها إلى تقديم صورتها الحقيقية، بعيدًا عن الأدوار المركبة والشخصيات المتخيلة. الفيلم يضع على الطاولة تفاصيل دقيقة من حياتها، بعضها يظهر لأول مرة للجمهور، في محاولة لردم الفجوة التي أحدثها الغياب، وربط جديد مع جمهور طالما تابعها بشغف.

وفي خطوة أعادت تسليط الأضواء عليها، خطفت أمل الأطرش الأنظار خلال مشاركتها في الدورة الـ21 من مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، حيث ظهرت على السجادة الحمراء بإطلالة لافتة أثارت تفاعل الحضور والإعلام، وأعادت تأكيد حضورها في الساحة الفنية.

تجدر الإشارة إلى أن آخر ظهور تمثيلي للأطرش كان من خلال فيلم “جوج” للمخرج ربيع شجيد، لتتخذ بعدها قرارًا بالابتعاد عن العمل الفني وتكريس الوقت لحياتها الشخصية. غير أن حضورها المتقطع في بعض التظاهرات السينمائية ظل يحمل مؤشرات على عودة محتملة، لتأتي مشاركتها الأخيرة بمراكش بمثابة إعلان صريح عن هذه العودة.

أمل الأطرش التي عرفها الجمهور المغربي من خلال أدوار لا تُنسى، وعلى رأسها شخصية “عويشة” في السلسلة الرمضانية الشهيرة “لالة فاطمة”، تركت بصمتها في الذاكرة الجماعية للمشاهدين، بفضل أدائها الصادق وقدرتها على تقمص الأدوار بعمق. واليوم، تعود وهي تحمل في جعبتها مشروعًا يختلف عن كل ما قدمته من قبل، محمّلًا برغبة في المصالحة مع الذات ومع الجمهور في آنٍ واحد.

ويذكر أن عودة الأطرش ليست مجرد ظهور جديد على الشاشة، بل هي بداية فصل جديد في مسيرتها، فصل يتسم بالصدق والبوح والتجدد، ويؤكد أن مكانتها في الساحة الفنية المغربية لا تزال محفوظة، مهما طال الغياب

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *