الغياب الحكومي يثير أزمة...وزراء يفرضون “العطالة” على البرلمانيين

رفض الوزراء التجاوب مع طلبات رؤساء فرق المعارضة بمجلس النواب، لعقد اجتماعات اللجان البرلمانية الدائمة بين الدورتين لتناول القضايا التي تستأثر باهتمام المواطنين، تؤكد مصادر “الصباح”.
وأفادت المصادر أن رؤساء الفرق البرلمانية، حذروا الحكومة قبل إغلاق الدورة التشريعية في الجلسة العامة، من مغبة فرض الأمر الواقع، وعدم التجاوب مع طلباتها لعقد اللجان البرلمانية الدائمة لمناقشة القضايا الطارئة، والتي تهم المواطنين عبر إعمال الرقابة البرلمانية على أشغالهم، واقتراح الحلول العملية والميدانية لتجنب الاحتقان الاجتماعي.
وأضافت المصادر أن صرخات كل من إدريس السنتيسي، رئيس فريق الحركة الشعبية، ورشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، وعبد الرحيم شهيد، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي، وعبد الله بووانو، منسق مجموعة العدالة والتنمية، وفاطمة التامني، من فدرالية اليسار، ونبيلة منيب، الاشتراكي الموحد، ذهبت سدى، رغم إلحاح رؤساء الفرق والمجموعات البرلمانية، في الجلسات العامة على الوزراء التفاعل الإيجابي مع طلبات عقد اللجان، وعدم التغيب خاصة في رمضان لأجل حل المشاكل الطارئة، والتدخل الآني عبر اتخاذ إجراءات عملية بعضها يتم اقتراحه من قبل البرلمانيين أنفسهم من الأغلبية والمعارضة.
والتمست المعارضة من الوزراء التفاعل مع مطالب المواطنين في قضايا تستأثر باهتمامهم، بينها ما يتعلق بغلاء أسعار جل المواد الاستهلاكية الأساسية، وضعف جودة بعضها، بسبب جشع التجار، والمضاربين، وتلاعب السماسرة، وتحكم “الشناقة” في الأسواق، وهيمنة “لوبيات” على صفقات عمومية، وعدم الاهتمام بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، وبالفلاحين ومربي الماشية الصغار، وتوفير الماء الصالح للشرب والسقي في ظل ضعف حقينة السدود، بسبب الجفاف، والبحث أيضا عن خطة لمواجهة البطالة، خاصة في صفوف الشباب، ومراقبة أشغال تطوير البنيات التحتية المتعلقة باحتضان المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، خاصة ما يتعلق بالطرق السيارة، وتوسيع المطارات.
وباستثناء لجنة العدل والتشريع، التي يتجاوب عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، مع طلبات أعضائها، أغلبية ومعارضة، خاصة مع رئيسها سعيد بعزيز، من الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، فإن باقي اللجان لا تفتح أبوابها إلا أثناء مناقشة مشروع قانون المالية، أو عرض بعض مشاريع القوانين المحدودة على رؤوس الأصابع، لرفض الوزراء الحضور ولعدم اشتغال أعضاء دواوينهم على أفكار مبدعة لترويج منجزاتهم بطريقة ذكية، مخالفة للغة الخشب، التي تبث بين الفينة والأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض اللقاءات.
ويفضل بعض الوزراء تلبية دعوات لجان موضوعاتية، لتقديم عرض تقني موجز حول وضعية قطاعاتهم، في إطار اجتماع مغلق، بعيدا عن رقابة البرلمانيين وأعين الصحافيين، يتم بموجبه نشر تقرير نهائي حول الموضوع الذي تمت دراسته.
ووصفت المعارضة، الوزراء بـ “الخوافة”، وانتقدوا فرارهم من جلسات الحوار مع الصحافيين المهنيين في مقرات صحفهم، ومن المواجهة التلفزيونية والإذاعية في برامج حوارية، مؤكدة أن طريقة التواصل المعتمدة حاليا تعتبر فاشلة، ومنهم من يرفض حتى حضور الندوة الأسبوعية للناطق الرسمي باسم الحكومة، لدعمه والتفاعل مع أسئلة الصحافيين، وإقناع الرأي العام بصواب القرارات الوزارية المتخذة.

عن يومية الصباح