في أحدث تقييم عالمي لقوة وثائق السفر، كشف “مؤشر هينلي لجوازات السفر” في إصداره لشهر يوليو 2025، رصدته بلبريس، عن احتلال جواز السفر المغربي للمرتبة 67 عالميًا، وهو ما يمثل تقدما يمنح حامليه القدرة على دخول 73 وجهة حول العالم دون الحاجة إلى إجراءات تأشيرة مسبقة ومعقدة.
لم يكن هذا التقدم وليد الصدفة، بل هو نتيجة مسار متقلب شهده الجواز المغربي على مدى العقدين الماضيين، حيث تراوحت مرتبته بين المركز 66 في عام 2006، وتراجعه إلى المركز 82 في عام 2012، قبل أن يبدأ مسارا من التحسن التدريجي وصولا إلى تصنيفه الحالي.
ورغم أن هذه المرتبة لا تتيح بعد الوصول الحر إلى منطقة “شنغن” الأوروبية، إلا أنها تعكس توسعا في قائمة الدول التي تفتح أبوابها للمغاربة، خاصة في قارات آسيا وإفريقيا ومنطقة الكاريبي وأمريكا الجنوبية، وهو ما يرتبط غالبا بالاتفاقيات الثنائية وسياسات التأشيرات المرنة التي تتبناها بعض الدول.
ورغم هذا التوسع الملحوظ، يبقى التحدي الأكبر ماثلًا في صعوبة الوصول إلى دول أوروبا الغربية، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، حيث لا تزال التأشيرة تخضع لمعايير صارمة ترتبط بالاستقرار الاقتصادي والمصداقية الإدارية.
وعلى الصعيد العالمي، يؤكد التقرير الهيمنة الواضحة للدول الآسيوية والأوروبية، حيث تتربع سنغافورة على عرش أقوى جواز سفر في العالم بإتاحتها الدخول إلى 193 وجهة، تليها اليابان وكوريا الجنوبية بـ 190 وجهة.
وتهيمن دول الاتحاد الأوروبي على بقية المراكز المتقدمة، مما يخلق “فجوة تنقل” هائلة مع الدول التي تقبع في ذيل الترتيب مثل أفغانستان، التي لا يتيح جواز سفرها سوى دخول 25 وجهة.
في نهاية المطاف، لا يعد مؤشر “هينلي”، الذي يستند إلى بيانات دقيقة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، مجرد قائمة أرقام، بل هو مرآة تعكس مكانة الدول في النظام العالمي. وبالتالي، فإن موقع المغرب في هذا التصنيف ليس مجرد مسألة رمزية، بل هو انعكاس ملموس لجهوده الدبلوماسية ومدى اندماجه في الاقتصاد والنظام الدوليين