في تطور مثير، كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ"فورساتين"، أن ميليشيات فاغنر الروسية تقوم باستقطاب وتجنيد شباب من مخيمات تندوف لضمهم إلى صفوفها في عمليات عسكرية بالساحل الأفريقي.
وأوضح المنتدى أن حادثة هجوم مرتزقة "فاغنر" على الأراضي الموريتانية قبل أيام، واقتحامهم قريتي "دار النعيم" و"مد الله"، أثارت تساؤلات حول تورط شباب صحراويين من مخيمات تندوف في هذه العملية.
ووفقا لمعلومات حصل عليها "فورساتين"، تقوم فاغنر بتسخير عصابة من الملثمين للتجول في صحاري تندوف والوساطة في التواصل مع شباب من انفصاليي البوليساريو، حيث بدأت رحلة البحث عن حقيقة اختفاء عشرات الشباب الصحراوي وعلاقتهم بالانخراط في صفوف المرتزقة الروسية.
وأكدت مصادر المنتدى أن بعض الأهالي في تندوف تلقوا معلومات من تجار ومهربين تفيد بأن مرتزقة "فاغنر" قد استعانت بشباب من المخيمات وقامت بتدريبهم وتأهيلهم للمشاركة معها في عمليات عسكرية بالساحل الأفريقي، مستفيدة من معرفتهم بالمنطقة ولغتهم ولهجتهم المحلية في التمويه والتخفي.
كما كشفت المعطيات أن مجموعة فاغنر تسعى إلى تجنيد 500 شاب من مخيمات تندوف، حيث سيتم نقلهم إلى مناطق مختلفة، ومنهم من سيرحل إلى روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية لمدة 3 سنوات، يحصلون بعدها على الجنسية الروسية والمساعدة في الاستقرار، مع راتب شهري يفوق 3000 دولار.
ووفقا للمعلومات، يخضع الانخراط في صفوف مرتزقة "فاغنر" لشروط صارمة، بما في ذلك قطع المجندين علاقتهم مع عائلاتهم والتخلي عن هويتهم الحقيقية، وحظر التواصل مع أي شخص من ماضيهم. كما يمنع انضمام المتزوجين أو الآباء، تجنبا لتأثير العواطف الأسرية على ولائهم للمجموعة.
ويشير "فورساتين" إلى أن عملية التجنيد والتنسيق تتم عبر وسطاء من التجار والمهربين، وبمباركة جزائرية، مما يثير المخاوف من مخطط تخريبي في المنطقة تشعل شرارته الجزائر.
تأسست قوات فاغنر عام 2014 وبدأت بحوالي ألف مقاتل، تزايد عددهم مع الوقت ووصل إلى 20 ألفا. برز دورها في القتال في مناطق النزال وفي الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك في سوريا. واتُهمت بالقيام بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وحالات قتل واغتصاب ضد المدنيين.
شنت قوات فاغنر حركة تمرد في منتصف عام 2023 ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقواته، بدأت بالسيطرة على مقار الجيش الروسي جنوب روسيا، إلا أن وساطة بين الجانبين بقيادة بيلاروسيا أنهت التمرد وأعطت المجموعة ضمانات أمنية.