شهد ميناء الحسيمة مساء الإثنين لحظات مشحونة بالتوتر، تزامناً مع رسو أول رحلة لباخرة "أرماس" الإسبانية ضمن عملية "مرحبا 2025". ورغم الطابع السنوي المعتاد لهذا الحدث، إلا أن الأجواء هذه السنة اتخذت منحى احتجاجياً بسبب حادثة اختفاء الشاب مروان المقدم السنة الماضية على متن باخرة تابعة لنفس الشركة.
الغضب الشعبي انفجر بمجرد وصول الباخرة، حيث خرج العشرات من المواطنين والمتضامنين مع عائلة المختفي للتنديد بما وصفوه بـ"اللامبالاة الصادمة" من طرف الشركة الإسبانية. ورفع المحتجون شعارات قوية حمّلوا فيها "أرماس" مسؤولية ما جرى، مطالبين بكشف الحقيقة حول ما اعتبروه أحد أكثر الملفات غموضاً في مجال النقل البحري.
الاحتجاجات لم تقتصر على الشعارات، بل تحولت إلى دعوة جماعية لفتح تحقيق شفاف ونزيه يُميط اللثام عن مصير مروان، الذي لا تزال قضيته تثير الكثير من التساؤلات، في ظل ما يعتبره المتضامنون صمتاً مريباً من قبل الشركة والجهات المعنية.
تفاصيل القضية تعود إلى صيف عام 2024، حين غادر مروان المقدم، ابن مدينة الحسيمة، ميناء بني أنصار متجهاً إلى ميناء موتريل الإسباني عبر باخرة "أرماس". ورغم توثيق خروجه بشكل رسمي، إلا أنه لم يصل إلى وجهته، وظل مصيره مجهولاً منذ ذلك التاريخ.
وتشير إفادات العائلة إلى أن مروان أجرى آخر اتصال هاتفي من داخل السفينة وكان في حالة طبيعية، قبل أن ينقطع الاتصال تماماً، وسط اختفاء ملتبس لأمتعته، ورفض إدارة الشركة تمكين الأسرة من تسجيلات الكاميرات المثبتة على متن الباخرة، ما عمّق الشكوك وزاد من تعقيد القضية.
في ضوء هذه الملابسات، عادت أسرة مروان لتجدد مطالبتها بإجراء تحقيق شامل يراعي القوانين الدولية المتعلقة بالملاحة البحرية، ويستمع إلى طاقم السفينة ويوضح المسؤوليات القانونية. كما طالب المحتجون بتدخل عاجل من السلطات المغربية والإسبانية لإنهاء هذا الملف الذي تحول إلى جرح مفتوح في الذاكرة الجماعية للمنطقة.