المغرب ومالي يبحثان تعزيز الشراكة لمواجهة التحديات المناخية

 أجرت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، اليوم الخميس 22 ماي 2025، مباحثات موسعة عبر تقنية الاتصال المرئي مع نظيرتها المالية، السيدة مريم تانغارا دومبيا، وزيرة البيئة والتطهير والتنمية المستدامة. وتركز اللقاء حول سبل تعزيز الشراكة الثنائية لمواجهة التحديات المناخية والبيئية، وتطوير مشاريع مشتركة قائمة على التضامن، ونقل المعرفة، والتكامل الإقليمي.

وأكدت الوزيرة بنعلي خلال المباحثات أن المملكة المغربية، تنفيذاً للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تضع علاقاتها مع القارة الإفريقية في صميم استراتيجياتها، من خلال تبني جيل جديد من شراكات جنوب-جنوب تتسم بالنجاعة والتضامن والتركيز على النتائج الميدانية. وسلطت الضوء على مبادرات المغرب الهادفة لتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، مثل "المبادرة الملكية الأطلسية لفائدة بلدان الساحل"، ومشاركة مالي الفاعلة في "لجنة المناخ لمنطقة الساحل".

وشددت السيدة بنعلي على أهمية تفعيل الشراكة بين البلدين عبر تقاسم الخبرات، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، والابتكار في حلول التكيف مع التغيرات المناخية، مشيدة بالتزام مالي بقضايا البيئة والتنسيق المشترك السابق، لا سيما خلال رئاسة المغرب لجمعية الأمم المتحدة للبيئة.

من جانبها، أشادت الوزيرة المالية، مريم تانغارا دومبيا، بريادة المغرب في مجالات الانتقال الطاقي، وتمويل المناخ، وحوكمة السياسات البيئية، وخبرته في دعم المشاريع البيئية القارية. وأعربت عن رغبة بلادها في الاستفادة من التجربة المغربية في الطاقات المتجددة، وتثمين النفايات، وتطوير منظومة التكوين وبناء القدرات.

واستعرضت الوزيرة المالية التحديات التي تواجهها بلادها، بما في ذلك أزمة الطاقة، تدبير النفايات الصلبة، تلوث الموارد المائية بفعل التنقيب العشوائي، وتدهور الأراضي الزراعية، مؤكدة الحاجة إلى مقاربات مبتكرة تشمل التحول البيئي والاقتصاد الدائري، خاصة تحويل النفايات إلى طاقة وأسمدة عضوية.

ورداً على ذلك، أعربت الوزيرة بنعلي عن استعداد المملكة لتقاسم تجربتها مع مالي، مؤكدة على أهمية التعاون في الأبحاث الزراعية، والتدبير المستدام للأراضي، وتوظيف الطاقات المتجددة في الفلاحة. وأشارت إلى الدور المحوري لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، عبر جامعتها (UM6P) وفرعها للبحث والتطوير (InnoVx)، في مجال البحث والابتكار المتعلق بالزراعة المستدامة وتدبير التربة.

واتفق الطرفان على تسريع المباحثات التقنية لبلورة إطار تعاون يتم توقيعه قريباً، وإطلاق مشاريع ميدانية مشتركة في تثمين النفايات، وتعزيز التكيف، وتطوير الاقتصاد الدائري، تجسيداً لإرادة البلدين في بناء مستقبل بيئي مشترك قائم على الاستدامة والسيادة المناخية.