الجفاف يضرب تارودانت..قطْع الأشجار واستشهاد "حفاري الآبار"

علمت "بلبريس" بأن العشرات من الآبار، نضبت وجفت بشكل كامل بإقليم تارودانت، حيث كان أصحابها يعولون على الفرشة المائية لسقي منتجاتهم وماشيتهم، تزامنا والارتفاع الشديد في الحرارة، حيث أصبحت الآبار عميقة ويصعب على العمال المتخصصين مواصلة الحفر بفعل الحوادث المتكررة والقاتلة.
ويواصل فلاحو إقليم تارودانت عملهم بقطع أشجار الحوامض التي تحتل آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة، حيث ورث أهل المنطقة زراعة الحوامض من المستعمرين الأوائل الذين اختاروا جهة سوس ماسة دون غيرها كأول منطقة بالمغرب يتم زراعة الحوامض فيها.
ووفق مصدر من عين المكان، فقد ثم قطع مئات الهكتارات من أشجار الحوامض خاصة "الكليمونتين" بأنواعه المحلية والمستوردة، بل تحولت بعض الضيعات بين عشية وضحاها من حقول لإنتاج الحوامض إلى مكان لتصاعد الأدخنة نتيجة عملية إحراق، وطمر وتحويل الأشجار إلى مادة "الفاخر" المستعملة في الطبخ والشواء وغيره.
وأفاد المصدر ذاته، بأن وتيرة القضاء على أشجار الحوامض جاء نتيجة فقدان وضياع المغرب لأبرز الأسواق التي كان يسيطر عليها خاصة بغرب أوربا وشمال أمريكا وبعض الدول الإفريقية وروسيا، حيث فشل المنتوج الفلاحي المغربي من منافسة المنتجين الكبار الجدد، خاصة تركيا ومصر والبرازيل، إذ سيطرت منتوجات الدول المذكورة على حصة المغرب في السوق الاوربي يوازيه كثرة الإنتاج بالمغرب مع تسجيل غياب الجودة.
المصدر ذاته، شدد على ارتفاع حوادث الشغل المميثة نتيجة سقوط الأتربة على العمال المتخصصين في حفر الأبار بواسطة الأدوات التقليدية "كالفأس وغيره"، حيث حطمت بعض الدواوير رقما قياسيا في عدد الضحايا، تاركين عائلاتهم وأطفالهم للقدر وإحسان وصدقات ذوي القربى والمحسنين.
وشدد المصدر ذاته، بأنه يصعب إيجاد دوار او جماعة قروية لايوجد فيها "شهداء الماء" أو "حفاري القبور"، مشيرا إلى تسجيل العشراب من الحوادث القاتلة نتيجة انهيار الأتربة على الضحايا المتواجديين في آبار عميقة قد يتجاوز عمقها 160 مترا تقريبا، بل أن بعض العائلات والقرى تخصص أبناؤها في حفر القبور لدرجة أنه توجد أسر قدمت شهيدين، أو ثلاثة في أعماق الآبار.