رمضان في عروس الشمال..تزيين الأزقة وطابق "التاغرة" المتميز

* غيثة الرجاء في الله

مدينة طنجة عروس الشمال، منبع كبير من الفنانين سواء مغاربة أو أجانب، مدينة طنجة معروفة بحضارتها وجمال طبيعتها، وتميز عاداتها في شهر رمضان.

يتميز رمضانها كما تتميز بقية أيامها، مدينة طنجة حيث تلتقي روحانية الشرق بمدينة الغرب، وتستمد الساكنة تقاليدها، وطقوسها من ماضي المدينة المختلف، وحاضرها المتميز عن باقي المدن المغربية.

يأتي رمضان إلى مدينة طنجة مسبوقا بروائح زكية تنبعث من مطابخ المنازل خصوصا في الأحياء الشعبية القديمة،  حيث يعمها جو الطيبوبة والتعاون بين الجيران حتى أن الناس تتبادل الملح، و السكر يدا ليد من النوافذ التي تكاد أن تتلاصق في بعض الأزقة.

تنطلق أجواء رمضان في مدينة طنجة ابتداءا من العشر الأخير لشهر شعبان حيث تكثر حلقات الذكر وتعم الروحانية.

وينطلق التسوق أياما قبل رمضان ويكثر اقتناء البهارات، و المعجنات، و المكسرات استعدادا لتحضير الحلويات والخلطات الرمضانية، وربات البيوت يسهرن على تحضير أطيب، وألذ المأكولات أياما قبل دخول الشهر الفضيل التي تزين المائدة مع كل فطور .

أبواب المنازل بالأحياء الشعبية كالقصبة، ودار البارود لا تغلق خلال شهر رمضان فزيارة الجيران متوقعة في أي وقت، سواء لطلب المعونة أو تقديمها لإعداد الحلويات وغيرها من الأطباق.

لا تختلف مائدة الإفطار بمدينة طنجة عن باقي موائد جهات المملكة، تكثر فيها الحلويات و أنواع الأرغفة و السوائل  التي تسهر على تحضيرها ربات البيوت مع التقليل من الوجبات الدسمة و الكثيرة الذهون، و من بين عادات ساكنة طنجة أيضا  وجود طبق السمك أثناء الفطار  المسمى "بالتاغرة" مرفوقا بشربة الحريرة المتميزة ببهارتها القوية وأعشابها المغذية المفيدة للجسم، ومن عاداتهم أيضا ختام الفطار بكأس قهوة ساخن.

ومن بين الطقوس التي اعتادت عليها ساكنة مدينة طنجة مع كل رمضان  الحرص على إكمال مائدة الإفطار بشرب كأس أو كأسين من الماء الطبيعي، الذي يسيل من عيون الجبل الكبير ويقال أن لهذا الماء القدرة على فتح شهية صائم إذ يبدأون بشربه قبل وجبة الإفطار ويساعد أيضا على الهضم اذا تم شرب القليل منه بعد الأكل.

و من العادات المميزة عند سكان طنجة في شهر رمضان هو الاحتفال بأول صيام للفتاة الطنجاوية، حيث تقوم عائلة الفتاة  في اليوم 26 من الشهر المبارك بتلبيسها بما يسمى "الشدة الطنجاوية" كطريقة للاحتفال بأول صيام لها لشهر كامل.

أما بخصوص الشباب ففي شهر رمضان المبارك يتقربون الشباب أكثر إلى ممارسة الأنشطة الرياضية، إذ تكثر دوريات الأحياء في رياضة كرة القدم، بينما آخرون يفضلون ممارسة المشي أو الجري قبيل المغيب بكورنيش المدينة، أو في منتزه غابة الرميلات.وفي الليل تعود الحياة من جديد  بشوارع طنجة و تدب فيها الحركة، حيث تفتح المراكز التجارية أبوابها ويستمتعون الساكنة بهدوء البحر والجو الجميل خصوصا في فصل الصيف.