بشرى سارة..”تيفرنين” يضع الجنوب الشرقي للمغرب على خريطة المعادن

أعلنت شركة المعادن الاستراتيجية بالمغرب الكندية، المدرجة في بورصة تورونتو، عن نتائج أولية مشجعة لبرنامج أخذ العينات بمشروع تيفرنين جنوب شرق مدينة ورزازات، وهو المشروع الذي تمتلك الشركة خيار الاستحواذ على كامل حصته.

التحاليل المخبرية أظهرت وجود تمعدن نحاسي عالي الجودة إلى جانب مؤشرات مهمة تخص الذهب والزنك، ما يعزز الطابع المتعدد المعادن للموقع.

ويغطي المشروع نحو 16 كيلومترا مربعا ويضم هياكل معدنية بارزة، من بينها ST1 الذي يمتد على 600 متر بعرض يصل إلى 11 مترا، إضافة إلى ST2 وST3 الممتدين على 100 و110 أمتار.

وخلال الحملة الاستكشافية، جمعت الشركة 14 عينة طولية من الهيكل ST1 وخمس عينات مختارة من ST2 وST3، جرى تحليلها بمختبر Afrilab في مراكش. وأكدت النتائج أن خمس عينات تجاوزت نسبة 1 في المئة من النحاس مع قيمة قصوى بلغت 2,30 في المئة، فيما سجلت ثلاث عينات نسبة أكسيد النحاس (CuOX) أعلى من 1 في المئة. أما العينة Tif-16 من ST3 فقد بلغت نسبة النحاس فيها 1,89 في المئة.

أما بالنسبة للذهب، فقد كشفت التحاليل أن 42 عينة سجلت محتوى يتجاوز 0,05 غرام للطن، مع قيمة قصوى بلغت 0,30 غرام للطن. كما بينت النتائج أن 13 عينة تحتوي على تركيزات مرتفعة من الزنك تجاوزت 0,5 في المئة، حيث بلغت النسبة القصوى 17,75 في المئة.

وقال بيير أوليفييه جوليه، نائب الرئيس للتطوير بالشركة، إن هذه النتائج تؤكد وجود تمعدن نحاسي عالي الجودة ضمن الهياكل المكشوفة، مبرزا أن المؤشرات الذهبية اللافتة تعكس إمكانات غير مستغلة، في حين تؤكد التركيزات المرتفعة للزنك الطبيعة المتعددة المعادن للموقع. وأضاف أن هذه المؤشرات توضح بشكل جلي حجم وإمكانات مشروع تيفرنين.

وتعتزم الشركة إطلاق برنامج متابعة يشمل إعداد خرائط جيولوجية دقيقة وحفريات سطحية، بهدف تقييم استمرارية التمعدن وتحديد أهداف جديدة للاستكشاف. ويقع المشروع على بعد نحو 10 كيلومترات من امتياز BMR الذي تمتلك الشركة أيضا خيار الاستحواذ عليه، بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 9 بين ورزازات وزاكورة.

الموقع يتميز بتكوينات بركانية تعود للعصر الإدياكاري مع عروق كوارتز-كربونات مكسرة، تمثل بدورها دلائل على وجود تمعدنات نحاسية سطحية يصل عرض بعضها إلى 11 مترا.

تأتي هذه النتائج في سياق عالمي يتسم بارتفاع الطلب على النحاس والمعادن الإستراتيجية بسبب التحول نحو الطاقات المتجددة والكهربة الصناعية، وهو ما يرفع من القيمة الاستثمارية لمشاريع من هذا النوع. المغرب بدوره يسعى إلى تعزيز مكانته كمحور إقليمي في مجال التعدين، مستفيدا من موقعه الجغرافي القريب من أوروبا وتنوعه الجيولوجي الذي يجذب شركات كبرى من كندا والصين وفرنسا.

القيمة المضافة لمشروع تيفرنين تكمن في طابعه المتعدد المعادن، ما يعني أن استغلاله لا يقتصر على النحاس وحده، بل يمكن أن يشمل الذهب والزنك، وهو ما يقلل من المخاطر الاقتصادية ويعزز فرص الربحية. وإذا أثبتت مراحل الاستكشاف اللاحقة استمرارية نفس المستويات من الجودة، فإن المشروع قد يتحول إلى نقطة ارتكاز جديدة لصناعة التعدين في الجنوب الشرقي للمملكة.

إضافة إلى ذلك، فإن هذه النتائج تعكس قدرة المغرب على جذب استثمارات كبرى في قطاع المعادن الإستراتيجية في وقت يتزايد فيه التنافس العالمي حول تأمين مصادر بديلة، خصوصا مع تقلبات سلاسل التوريد في الأسواق الدولية. وإذا تم تطوير المشروع وفق المعايير الحديثة، فإن المملكة قد تعزز موقعها كمزود أساسي للنحاس والمعادن المتعددة، إلى جانب مشاريع قائمة مثل استثمارات شركة “مناجم” المغربية أو المبادرات الصينية في مجالات المعادن.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *