البوليساريو من شعارات الانفصال إلى مافيا تهريب… النهاية وشيكة !

في خطوة جديدة تكشف الوجه الحقيقي لجبهة البوليساريو الانفصالية، أعلنت الجمارك الموريتانية أنها تمكنت يوم الأربعاء 20 غشت من ضبط شاحنتين محمّلتين بـ61 طناً من وقود الديزل المهرّب، يُعتقد أنها تابعة للجبهة. وجرت العملية في ولاية إنشيري غرب البلاد، حيث أكدت السلطات أن الشاحنات كانت تحمل لوحات تسجيل ترتبط عادة بمركبات البوليساريو، ما يضع الأخيرة في قلب فضيحة تهريب عابرة للحدود.

هذه الواقعة ليست سوى حلقة إضافية في مسلسل الانهيار المتواصل داخل الجبهة الانفصالية، التي تحولت إلى كيان قائم على الفوضى والفساد، بعيداً عن أي مشروع سياسي مزعوم. ففي أبريل 2024، شهدت مخيمات تندوف تمرداً خطيراً قاده مقاتلون من “المنطقة العسكرية الأولى”، بعدما اتهموا قائدهم ببيع 25 طناً من الوقود في السوق الموريتاني، وهو ما أدى إلى احتجازه. التمرد سرعان ما كشف عمق الشرخ الداخلي، حيث انتهى بانشقاق حوالي مائة عنصر عن الجبهة في يوليوز من نفس السنة.

ولم يتوقف الأمر عند حدود الانشقاقات والتمردات، بل امتد ليطال رأس التنظيم الانفصالي نفسه. ففي شتنبر 2024، نشرت وسائل إعلام تقارير تتهم بشكل مباشر إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، بالضلوع في إدارة شبكة ضخمة لتهريب الوقود القادم من الجزائر، أوكل تسييرها إلى شقيقه وأحد أقاربه. هذه الفضيحة تؤكد أن البوليساريو لم تعد سوى أداة لتجارة غير مشروعة، تستغل معاناة سكان المخيمات لتمويل أنشطة مشبوهة.

كل هذه التطورات المتسارعة تعكس بوضوح أن البوليساريو باتت على مشارف نهايتها. فقد تحولت من حركة تدّعي الدفاع عن قضية إلى شبكة مافيوية تنهشها الصراعات الداخلية والانشقاقات، وتنهار شرعيتها حتى بين عناصرها. ومع تصاعد الأزمات والفضائح، يتأكد أن نهاية هذا الكيان الوهمي ليست إلا مسألة وقت.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *