نهاية محور الشر؟ نور الدين يحتفي بتحول الموقف الروسي
في تدوينة قوية نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، عبّر الدكتور والخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين، عن فرحته الكبيرة بما اعتبره تحولًا استراتيجيًا في الموقف الإعلامي الرسمي الروسي تجاه قضية الصحراء المغربية، واصفًا الحدث بـ"الوسام على صدره" بعد سنوات من العمل في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
نور الدين كتب: "نصف قرن من العدوان الجزائري على المغرب، آن الأوان ليسقط النظام العسكري الجزائري في الحفرة التي حفرها للمغرب! نهاية محور الشر.. لأول مرة منذ عقود، موقع سبوتنيك الرسمي في روسيا، يتبنى خطاب المغرب ويصف مشروع البوليزاريو 'بالانفصالي'."
وهي تدوينة تعكس حجم التحول في الخطاب الروسي، خصوصًا أن وكالة سبوتنيك تُعد من أبرز الأذرع الإعلامية الرسمية للكرملين.
التوصيف الجديد لجبهة البوليساريو كـ"حركة انفصالية" بدلًا من الترويج لسرديتها الانفصالية المعتادة، يُشكل ضربة موجعة للدعاية الجزائرية التي كانت تعتمد على شبكة من الحلفاء الدوليين لتثبيت أطروحتها.
كما أنه يحمل دلالات سياسية عميقة في ظل التوازنات الجديدة في شمال إفريقيا، وخصوصًا بعد بروز المغرب كقوة دبلوماسية إقليمية ذات حضور مؤثر في ملفات الطاقة، الأمن، والهجرة، وأيضًا كمركز قارّي في السياسة البحرية، كما أبرز ذلك في الرسالة الملكية الأخيرة الموجهة لقمة "إفريقيا من أجل المحيط".
التدوينة التي لاقت تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تأتي أيضًا في سياق تآكل شرعية النظام العسكري الجزائري داخليًا وخارجيًا، خاصة بعد انكشاف دعمه المستمر للحركات الانفصالية وممارساته في قمع الحريات داخليًا.
ويُنظر لهذا التحول الإعلامي الروسي كمؤشر على تزايد العزلة التي يعيشها هذا النظام، خصوصًا بعد أن أصبح خطاب الرباط، القائم على مقترح الحكم الذاتي، يحظى بقبول متزايد دوليًا.
موقف سبوتنيك، ولو جاء إعلاميًا، إلا أنه يحمل في طياته إشارات سياسية ضمنية من موسكو، التي يبدو أنها بدأت تراجع بعض رهاناتها في المنطقة المغاربية، في ظل التحولات الجارية على الساحة الدولية، وما تفرضه المصالح الإستراتيجية الجديدة مع دول مثل المغرب.