فيتش تخفض توقعاتها لنمو الاقتصاد المغربي في 2024 بسبب تراجع الإنتاج الزراعي
أفادت "فيتش للحلول" في أحدث تقاريرها التحليلية بشأن تقييم أداء الاقتصاد المغربي، أنها قامت بتخفيض توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للمغرب في 2024 إلى 5.0 في المائة، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 5.6 في المائة.
وفي تقريرها المعنون بـ "الاقتصاد المغربي سوف يتسارع عام 2025، رغم الرياح المعاكسة من القطاع الزراعي المتعثر"، أكدت المؤسسة البحثية التابعة لأكبر وكالات التصنيف الائتماني العالمي، أن هذا التعديل في التوقعات يعكس انخفاضًا مرتقبًا في الإنتاج الزراعي هذا العام بسبب الظروف المناخية السيئة، ما سيسهم في تقليص النمو الإجمالي.
القطاع غير الزراعي يدفع الاقتصاد
وتابعت "فيتش" أن رغم التوقعات المنخفضة للناتج المحلي الإجمالي الزراعي، فإن القطاع غير الزراعي سيسهم بشكل كبير في دعم النمو، حيث يتوقع أن يشهد زيادة ملحوظة نتيجة للاستثمار القوي، وسياسات بنك المغرب النقدية التيسيرية، إضافة إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات مثل السيارات والطيران والطاقة المتجددة.
وأكد الخبراء في المؤسسة أنه من المتوقع أن يظل الاستهلاك الخاص قويًا بفضل انخفاض التضخم، السياسة المالية التوسعية، وزيادة الأجور في القطاع العام، رغم التحديات المتمثلة في ارتفاع معدلات البطالة.
المخاطر الاقتصادية
وبينما ما يزال الخبراء متفائلين بآفاق الاقتصاد المغربي، أشاروا إلى أن المخاطر تهيمن على الوضع، خاصة في حال ضعف الموسم الزراعي بشكل أكبر مما هو متوقع، ما قد يؤدي إلى استمرار البطالة المرتفعة وزيادة الحاجة للواردات. كما أن التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران قد ترفع من أسعار النفط، مما يزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصاد.
خفض التوقعات للناتج المحلي الإجمالي
فيما يخص توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي، خفضت "فيتش للحلول" توقعاتها لعام 2025 من 5.6% إلى 5.0% بسبب المؤشرات التي تشير إلى انخفاض الإنتاج الزراعي إلى أقل من المعدلات التاريخية. ورغم هذه المراجعة، ما زالت التوقعات إيجابية بالنسبة للقطاع غير الزراعي، والذي من المتوقع أن يتجاوز متوسط التوقعات العالمية بنمو يصل إلى 3.9%.
الاستثمار كمحرك للنمو
ومن المتوقع أن يظل الاستثمار المحرك الرئيس للنمو في الاقتصاد المغربي، مع انخفاض أسعار الفائدة الذي سيحفز على المزيد من الاستثمار الخاص، بالإضافة إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، خصوصًا في القطاعات الاستراتيجية. كما توقعت "فيتش" أن سعر الفائدة سيواصل انخفاضه ليصل إلى 2.25% في نهاية العام 2025.
التوقعات السياحية
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يُسهم قطاع السياحة، خاصة بعد استضافة كأس الأمم الإفريقية في 2025، في جذب 17.8 مليون سائح إلى المغرب، ما سيعزز صادرات الخدمات. ومع ذلك، سيواجه الاقتصاد تحديات إضافية بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي الذي سيؤثر على حجم الصادرات ويزيد من الحاجة للواردات.