"نهاية نظام الأسد" ورسائل مبطنة من ترامب للجزائر وأتباع روسيا
في تطور جديد على الساحة السورية، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها الكاملة على مفاصل الدولة بعد "هروب" الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى "بدء عهد جديد" في سوريا مع دخول قواتها العاصمة دمشق.
وأعلن رئيس الحكومة السورية، محمد الجلالي، استعداده لتسليم المؤسسات إلى أي "قيادة" يختارها الشعب السوري.
وقال الرئيس محمد الجلالي "بعد 50 عامًا من القهر تحت حكم البعث، و13 عامًا من الإجرام والطغيان والتهجير (...) نعلن اليوم (...) نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا."
#تصريحات ترامب بشأن الأسد وروسيا
في هذا السياق، صرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد "فر من بلاده" بعد أن فقد دعم روسيا، حيث لم تعد موسكو بقيادة فلاديمير بوتين تكترث لحمايته.
وكان ترامب قد أكد في تصريح يوم السبت أن الولايات المتحدة "يجب ألا تتدخل في الصراع في سوريا"، مشيرًا إلى أن سوريا ليست صديقة للولايات المتحدة. وأضاف خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس: "هذه ليست معركتنا، فلندع الوضع يأخذ مجراه. دعونا لا نتدخل."
# تداعيات سقوط الأسد على الجزائر
في منطقة المغرب العربي
يعيش النظام الجزائري حالة صدمة كبيرة عقب سقوط نظام الأسد، حليف روسيا، التي لم تعد قادرة على حماية أتباعها.
واعتبر البعض أن تصريح ترامب رسالة مبطنة إلى الأنظمة غير الصديقة للولايات المتحدة، بما فيها الجزائر، التي تواجه أزمات داخلية بسبب النظام العسكري القمعي والدكتاتوري التي بات محط انتقاد دولي بسبب سياساته القمعية ضد المعارضين ودعمه لمرتزقة البوليساريو على حساب مصلحة وكرامة الشعب الجزائري.
# رأي الخبراء
وفي تصريح للأستاذ إبراهيم أفقير، المنسق العام للتعاضدية المغربية لحماية المال العام والدفاع عن حقوق الإنسان، أكد أن سقوط نظام الأسد يمثل رسالة واضحة للنظام الجزائري لإعادة ترتيب أوراقه وإنهاء السياسات التي لا تخدم المنطقة.
وأضاف أن الجزائر دخلت مرحلة الإفلاس السياسي في ظل غياب الحلول واعتمادها لغة التهديد.
وأشار أفقير إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعد تحذيرا للنظام الجزائري، الذي لم يدرك بعد أن نهاية أتباع النظام الروسي باتت قريبة. وأكد أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صرامة تجاه الأنظمة الدكتاتورية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، بما في ذلك الجزائر، التي قد تجد نفسها تحت ضغط السياسات الأمريكية الجديدة.
# المغرب بوابة أوروبا وحليف استراتيجي للاتحاد الاوروبي وأمريكا
وأشار ذات المتحدث إلى أهمية الدور المغربي في المنطقة، معتبرا أن المغرب بوابة أوروبا وشريك استراتيجي في حماية أمنها من الهجرة غير الشرعية وفي تعزيز الاستقرار ، إلا أن سياسات الجزائر الحالية تهدد الحلفاء الإقليميين، ومن بينهم المغرب، وهو ما يرجح مستقبلا تدخل دولي أكثر حزما لضمان استقرار المنطقة وإنهاء النظام الجزائري الدكتاتوري الذي لا يختلف عن نظام الأسد .
جدير بالذكر أن التحولات الجيوسياسية في سوريا والرسائل الأمريكية المبطنة تؤكد أن الأنظمة الدكتاتورية وحلفاء روسيا في المنطقة يواجهون واقعا جديدا ، والجزائر، بدورها، مطالبة بإعادة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية لتجنب مصير مشابه لما حدث في سوريا، خاصة في ظل تنامي الضغوط الدولية والدور المتزايد للمغرب كشريك استراتيجي في المنطقة.